السبت، 30 مارس 2013

خسارة فيك نص ليمونة !


لا اعرف لماذا وقتها لم اقتنع بفكرة عصر الليمون .. أو منطق " لو مامتك مصر بتطبخ أكل وحش اطفح وانت ساكت "
شاهدت وقتها كل عاصري الليمون قبل الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في اغسطس 2012 ولم أستطع بلع نقطة ليمون واحدة من سيل عصير الليمون المتدفق ممن استطاعوا اقناع أنفسهم بأن مرسي أهون الشرين وأنه الخيار الوحيد المتاح لإسقاط نظام مبارك بفساده وقمعه وعفنه والذي رأينا وقتها كشباب أن شفيق – فقط – هو من سيعيد إنتاجه بكل قبحه ومساوئه !
تمكن مني وقتها الشعور باللوم لنفسي أني لم أتخذ قرارا سريعا بتأييد صباحي فور إعلان البرادعي عدم ترشحه في الانتخابات الرئاسية .. وعلى أني لم اشارك في حملته ولم أدعمه إلا بدعوة أصدقائي وزملائي في العمل للتصويت له .. وقد فشلت في ذلك لأننا كنا كالمقبل على امتحان آخر العام ولم يذاكر بالشكل الكافي ولا يعلم إن نجح بمجموع عالي سيتم قبوله في اي كلية !! وشعرت وقتها بأننا ننتظر الشمس في نهار شتوي ممطر .. او الغيث في شهر يوليو !
طبعا انتابني شعور بالغضب تجاه النخب التي تركتنا تفتت بين تأييد عدة مرشحين ، لا البرادعي اعلن موقفه بوضوح إن كان يؤيد شخصا بعينه كبديل له معلنا رفضه للعملية برمتها كون الدستور لم يوضع من الأاساس ليحدد ماهي صلاحيات الرئيس .وكأننا أمام عرض مسرحي طويل وممل كلنا ننتظر نهايته إلا أن المؤلف اصر على أن ينصرف الجمهور قبل إعلان النهاية الموضوعة سلفا ليشاهدها فقط عمال الكواليس وجمهور الصف الاول !!
عند ظهور نتيجة شعرت- ولفرط سذاجتي  -بخيبة أمل عظيمة .. حزنت وبكيت مثلما بكيت يوم انسحاب البرادعي من هذا السباق المزعوم ، وصدمت أكثر ربما من ردود الأفعال تجاهها ، اندهشت من تأييد العديد من زملائي إما لمرسي أو لشفيق .. لم اشك في إخلاصهم وفي صدق نيتهم ، بل تضاعف شكي وكرهي لطرفي التنافس في المرحلة الثانية من هذه المسرحية السخيفة .. وتأكدت من أن الهدف من هذه النتيجة هو المراهنة على عامل الزمن ونسيان أهالي شهداء الثورة للقصاص من ابنائهم .. وضمان عملية الخروج الآمن للمجلس العسكري من السلطة ، ظنا منهم أن الزمن كفيل بأن ينسينا كل الدماء التي سالت من بداية الثورة وحتى أحداث مجلس الوزراء !
رفضت فكرة عصر الليمون لأن تجاربي الشخصية مع هذه الفكرة مريرة جدا ، ولدي يقين أن القرارات المصيرية لا يجدي معها أن تعصر على نفسك ليمونا ، فأنت مهما حاولت تقبل امرا غير مريح فستلفظه بعد حين ،وكأنك تتناول طعاما  ملوثا بميكروب قاتل ، مهما خدعت نفسك بأن جسدك سليم ، جسدك سيلفظه وستصاب بالقيء وأعراض التسمم الأخرى .
وإذا كان هذا حال عصر الليمون في حالة اضطرارك اتخاذ قرار شخصي ، فكيف الحال إذن بالنسبة لقرارات تتعلق بمصير بلد واجيال بكاملها ؟
والسبب الرئيسي لرفض عصر الليمون لأختار مرسي وقتها هو أني أعلم جيدا عقلية تيار الإسلام السياسي تحديدا جماعة الإخوان المسلمين ، خاصة ما يتعلق برفضهم قبول الآخر واستعدادهم لكيل السباب واتهامات الخيانة والتكفير والعمالة للغرب لكن من يختلف معهم أو يعارضهم ، نظرتهم للأقباط ، نظرتهم للمرأة والهوس الذي يسيطر على تفكيرهم مما يجعلهم ينظرون إليها على أنها جارية ومجرد أداة للمتعة . خيانتهم الواضحة ومشاركتهم بشكل مباشر أو غير مباشر في كل ما تعرض له الثوار من قتل وإصابات خطيرة في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء ، ومشاركتهم في ترويعنا ومنعنا من المشاركة في مسيرات 25 يناير 2012 وإصرارهم وقتها على إقامة احتفال في التحرير ، رغم أننا لم نحقق أهداف الثورة ومازال شباب الثورة معرضون للتصفية والقتل سواء الجسدي أو المعنوي .لقد مر امامي شريط ذكريات عامين من الويلات والأحداث الدامية عندما شاهدت كلمة الرئيس مرسي معلقا على أحداث بورسعيد الدامية . وأقصد بكلمة معلقا أنه يتعامل مع المجازر والمآسي وكأنها مباراة كرة قدم يتسلى هو جماعته بمشاهدتها مستمتعين بمنظر الدم ...فهم يتعاملون مع اي قتيل أو جريح مصري من خارج الجماعة وكان قتله أو موته شيء عادي وعابر ، " نصيبه كده .. انتم مش مؤمنين بقضاء ربنا ولا إيه ؟ " ومع الاغتصاب والتحرش بالبنات والسيدات في التحرير أو عند الاتحادية بمنتهى البرود والسماجة بمنطق :" إيه اللي وداها هناك ، تستاهل هي مش عارفة تحافظ على نفسها وتحتشم !!"  
أما عن كلمة الرئيس لشعب بورسعيد فهي أقل ما توصف به باردة وسخيفة وخاوية بلا معنى ولا مضمون .. يصف شعب مدينة باسلة لها تاريخ في اللمقاومة ضد العدوان الثلاثي عام 1956 .. بأنهم كسيبة .. معلهش بقى اعتبروها عين صابتكم .. معلهش مش كل مرة لازم تنتصروا ، بصراحة بقى لازم تكون روحكم رياضية وتقبلوا الهزيمة .. هارد لك ..مش انتم بتعارضوني خلاص اشربوا !!يا ريس مرسي خلليتني أحمد ربنا إني ماعصرتش ليمون .. فأبطلت صوتي .. 
 ملحوظة عالماشي : الريس مرسي نحس فعلاً المقال دي بين كتابتها في الكشكول ونشرها هنا 3 اسابيع .. حاجة تقرف :(



ليست هناك تعليقات: