الاثنين، 30 يناير 2012

رسالة إلى المخلصين للمخلوع ونظامه


مازلت أتعجب ممن يدافعون عمن أفسدوا حياتنا ، يتهموننا بأننا وراء تدهور الاقتصاد وغياب الأمن وانتشار البلطجة ، اضطر في أحيان كثيرة أن اسمع السباب الموجه للثوار فلا أعلق وأتجاهل إصرارهم على أن يعيشوا عبيداً ، أعتبر كلامهم هراء لا يستحق التعقيب.
 ولكني وجدت نفسي اليوم أبحث في أرشيف جريدة المصري اليوم عن مقالات الراحل مجدي مهنا - خاصة وأننا نعيش قرب حلول الذكرى الرابعة لرحيله بعد مسيرة مشرفة في عالم الصحافة - وقد وفقت ليس فقط في العثور على آخر مقال نشر للراحل في يوم وفاته ، ووجدت أيضا عناوين هامة جداً مثل :
  1. الحكومة ترفع أسعار الزيوت والسمن والدقيق للمرة الثالثة خلال شهر
للمرة الثالثة خلال أقل من شهر، تقرر الحكومة ممثلة في شركات «القابضة للصناعات الغذائية» التابعة لوزارة الاستثمار، زيادة أسعار الزيوت والدقيق الفاخر و«السمن» والعدس والمكرونة، التي تباع عن طريق شركات تجارة السلع الغذائية بالجملة والمجمعات الاستهلاكية المنتشرة في جميع المحافظات.يذكر أن الحكومة رفعت أسعار معظم هذه السلع يوم ٨ يناير الماضي ثم كررت الزيادات يوم ١٦ يناير للمرة الثانية قبل أن تزيد مرة ثالثة يوم الأربعاء الماضي. 

2.الجمل أصاب مدرسينا بخيبة أمل.. وقرر إصلاح أحوال المدرسين الأجانب    

لم يسلم الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم من الإصابة بعقدة الخواجة، التي دفعته مؤخراً إلي اتخاذ قرار سيئ ومؤسف للغاية، وهو استيراد مدرسين أجانب، ستصل نسبتهم إلي ١٠% من المدرسين في مصر.. ظنا منه أنهم الحل المرجو للارتقاء بمستوي التعليم.. مختزلاً بذلك الأسباب الحقيقية التي أدت إلي تدهور العملية التعليمية في أمر عجيب، وهو: من أين يأتي المدرس؟! وليس كيف نعالج المدرس ونرتقي بمستواه المعيشي والمهني!
كان المدرس المصري هو الراعي والمعلم الأول للعديد من الأجيال العربية خلال العقود الماضية، حيث كانت الدول العربية خاصة دول الخليج، تتسابق في الاستعانة به.. ثقة منها في كفاءته وأهليته، حتي تقدمت هذه الدول وعلا شأنها في شتي المجالات..
 واليوم أصبح المدرس المصري بلا كيان ولا قيمة في بلده.. ويظهر ذلك من خلال تدني أجره، مما يضطره إلي تحسينه بطرق ملتوية.. إضافة إلي المعاناة والصعاب الكثيرة التي يواجهها داخل الفصل.. الذي يصل عدد التلاميذ فيه إلي ٨٠ تلميذاً أحياناً، مع قصر فترة الحصة، فضلاً عن المنهج العقيم القائم علي الحفظ والتلقين، وليس الفهم وإعمال العقل والابتكار، والذي يجب عليه تدريسه!
خلاصة القول.. مشكلة التعليم في مصر ذات أبعاد معقدة وكثيرة.. فيا معالي الوزير هؤلاء المدرسون الأجانب، الذين تري فيهم الأمل ليسوا هم الحل.. فالمصريون أولي من غيرهم بهذه الفرص.. وعندنا الكثير من الطاقات المدفونة التي تنتظر من يحييها ويمنحها الفرصة والأمل لتعطي بلا حدود.. ولكن هيهات هيهات.. في ظل الواسطة وعدم تكافؤ الفرص.
ملحوظة أخيرة..
وزارة التربية والتعليم في إجازة مفتوحة منذ بداية عهد الدكتور حسين كامل بهاء الدين..
والسؤال: إلي متn؟

3.  شاهد عيان علي أن الشرطة فعلاً.. في خدمة «ضرب الشعب»        
مساء يوم الثلاثاء ٨/١/٢٠٠٨ في تمام الساعة الثامنة وعشرين دقيقة مساءً.. كنت أتواجد أمام محطة مترو الأنفاق بالسيدة زينب.. هبط من سيارة ميكروباص ضابطان برتبة ملازم أول ومعهما ثلاثة مجندين بالزي الرسمي وبعض المخبرين الأشداء الفطاحل.. وقام أحد الضباط بسب الموجودين بألفاظ لا يمكن كتابتها بل وسب الدين وضرب بالعصا الغليظة التي يمسك بها اللمبات التي يستخدمها الباعة.. قبل أن يلقي بالفاكهة من مختلف الأنواع علي الأرض بقدمه، ورغم تجمع المارة للمشاهدة والاستغراب والسؤال عما يحدث وما الداعي إلي ذلك وما السبب.. كان الضابطان والزبانية المصاحبون لهما يفزعون الناس كي ينصرفوا.. مشهد رهيب.. خير مثال للإرهاب.. وممن؟!
الضابطان ومن معهما من قسم شرطة السيدة زينب وهم القوة بالكامل.. والسبب في هذه المعركة أنهم أرادوا اقتياد أحد هؤلاء الباعة فرفض لأنه لا يستطيع أن يترك أباه بمفرده ويبدو أنه حدث جذب وشد.. كان علي إثره أن تجمع الضابطان ومن معهما للأخذ بثأرهم من هذا الشخص... وليتهم فعلوا ذلك معه وحده.. بل عاقبوا قرابة خمسة وعشرين بائعاً غيره.
هل يرضي بهذه التصرفات السيد مدير الأمن.. السيد وزير الداخلية.. والسيد رئيس الوزراء، في الماضي كانت الشرطة في خدمة الشعب، ثم أصبحت الشرطة والشعب في خدمة الوطن.. ثم أصبح الشعب والوطن عبيداً للشرطة.
وختام عناوين هذا العدد من الجريدة هو:
الأطباء يتظاهرون اليوم أمام «الشعب» للمطالبة بالكادر
تنظم النقابة العامة للأطباء ظهر اليوم، مظاهرة حاشدة أمام مجلس الشعب، تنفيذاً لقرارات الجمعية العمومية الطارئة التي عقدت الأسبوع الماضي، وذلك كخطوة أولي في سلسلة الاحتجاجات التصعيدية الرافضة تجاهل الحكومة تحسين رواتب الأطباء، ورفضها إقرار الكادر الخاص للأطباء.
هاااه قلتوا إيه يا شطار في الأخبار دي ، عارفة إني حلاقي واحد يقول:"اتقي الله وبطلي حقد على اسيادكم" ، "
واللي بيتمسح في الدين حايقول:"من كان منكم مؤمنا فليقل خيرا أو ليصمت" ومنكم برضه اللي حايطلع بنكتة من نوع:" مانتم كنتم راضيين خلاص مش قادرين تستحملوا 6 شهور كمان؟؟ دانتم جيل منيل ومش عاجبه العجب" والنكتة التانية الأظرف :" انتم أصلكم إيديكم في مية باردة ومش حاسين بالغلاء اللي كاوينا وطاحنا "ومش حاسين بالعجلة اللي واقفة بقالها سنة من ورا ثورتكم ، يلعنها من ثورة دي اللي معطلة الدنيا وواقفة حالنا 
لكن واجب أقول إن السبب الحقيقي  لكل ده هو الميراث الاسود اللي سابهولنا المخلوع ومن قبله الرئيس السادات ، وبالرغم إن فيه ناس كتير بتفكر بالشكل ده لكن فيه ناس أكتر فهمت بفطرتها إننا على حق ، وأكبر دليل على أن كلمة الشعب هي العليا هو عدم إقبال الناس على انتخابات مجلس الشورى ، وقبلها رد فعل اهالي إمبابة وإخراجهم لأحمد شفيق من اللقاء المفترض عقده معاهم بسبب تصريحاته المستفزة واللي فيها نبرة سخرية من الشعب المصري .
في نهاية الرسالة أقول:"يا ناس ياللي بتدعو إن الشعب المصري لسه مش مؤهل للديمقراطية ، وإننا كنا عايشين في أمان من غير بلطجة قبل 25 يناير، وإن الثوار فاكرين إن دي بلدهم لوحدهم بيتحكموا فيها ، أنتم شفتوا بنفسكم طوابير الناس قدام لجان انتخابات مجلس الشعب ، بذمتكم لولا الثورة كان اتشكل برلمان من غير الوجوه القديمة المتكهنة!! لولا الثورة ودم الشهداء كنتم حاتقدروا تتكلموا وتخرجوا اللي جواكم من غير خوف زي زمان !! الموضوع بسيط خالص إحنا بنطالب بالقصاص لشهدائنا ، هل ده كتير ؟ إذا كنتم بتقولوا إن مش ثقافة المصريين الانتقام ومحاكمة أي مسئول مقصر أوة فاسد فأنا بقوللكم إن الثقافة دي لازم تتغير ، ومش عشان انتم اتعودتم على الرضا بالأمر بالواقع لازم احنا كمان نكون زيكم ، ما تنسوش إن عشان نبني بناء قوي ويعيش لمدة طويلة وتستفيد منه أجيال حالية وأجيال جديدة لازم نطهر الأرض الأول ونمهدها ونحط لها اساس متين ، بدل ما نسلقه ونلاقيه اتهد في أول هزة أرضية ..
يارب تكونوا فهمتونا 

في الممنوع - مجدي مهنا


أجد نفسي سعيداً، لأن الآخرين يسمحون لي بأن أحبهم.. وسعادتي تكون غامرة إذا استطعت تقديم خدمة أو مصلحة لهم.
هل هناك حب من هذا النوع، حب من طرف واحد.. حب لا تتحكم فيه العاطفة وحدها، بل هو نابع أساساً من العقل، وقائم علي الوعي والإدراك؟!
نعم.. يوجد هذا الحب، فقد عرفته وجربته وخبرته، ولولا أنني جربته، ما استطعت استيعاب عبارة «إن الإنسان قد يجد سعادته في حبه للآخرين دون مصلحة له في هذا الحب، ودون انتظار أو الحصول علي مقابل له» بسهولة، بل لقلت إنه كلام فلاسفة.
وجاء وقت نفد فيه صبري من هذا النوع من الحب.. لأنني كنت الطرف الذي يحتاج إلي حب الآخرين له.. وقد شعرت به، منهمراً كالسيل من شدته، للدرجة التي كنت لا أستطيع معها الصمود أمامه، فكان يهز كياني من الداخل.. كل ما أستطيع فعله هو البكاء المتواصل الذي لا ينقطع.
ما أعطيته من حب قليل، حصلت عليه أضعافاً مضاعفة، مئات وآلاف المرات، من بشر، أغلبهم لا أعرفه.
قد أستحق هذا الحب، وقد لا أستحقه.. لكن هذا ما حدث لي، وكنت حتي وقت قريب - بعد أزمة صحية كبيرة ألمت بي - أعتقد أن حياتي قد تغيرت تماماً، وأن انقلاباً قد أصابني، وأنني تحولت إلي إنسان آخر غير الذي كنته قبل تجربة المرض، لكنني كنت واهماً، فما كان ينتظرني أكبر بكثير مما تعرضت له، وأن التغيير الكبير والحقيقي في حياتي هو الذي لم يحدث بعد.
والحمد لله، أنني أحسه وأدركه.. وإلي أين يسير بي هذا التغيير؟ الذي اكتشفت من خلاله أن رصيدي من الحب، أو طاقة الحب بداخلي، تجددت، وتضاعفت، وأريد تشغيلها من جديد، لكن للأسف، ليس لي حالياً القدرة علي ذلك.
إن الحب الذي غمرني به الآلاف والآلاف من البشر ودعواتهم هو الطاقة المتجددة التي أعيش بها وعليها اليوم.. فأفضل ما بداخلي لم يظهر بعد.. وأنا علي يقين من ذلك.(10-2-2008)
بقلم:مجدى مهنا
٢٤/١١/٢٠٠٧