الأحد، 27 فبراير 2011

يارب يا محمد تكون بخير!

شاءت الصدفة نقابله أنا وشقيقتي الصغرى قبل بداية الثورة بيوم واحد ،هذه الثورة التي بتفجيرها جذبت انظار جميع دول العالم إلى مصر بعد سنوات طوال من الركود حتى ساد شعور بين ابناء جيلي بأن العالم نسي مصر ومكانتها بعد ما همشها حاكمها وصغر من منزلتها.
نزلنا من الاوتوبيس وركبنا تاكسي ابيض جديد فبادر السائق بالحديث ساءلاً:" حاتخرجوا في مظاهرات بكره؟ " اندهشت أنا وأختي فرديت : "على كده الموضوع بجد ؟ عشان كده أنا ماحدش قال عندي في الشغل إن بكره اجازة ، انا لسه عارفة من 1/2 ساعة إن بكره أجازة عيد الشرطة " فسألته " وانت حاتخرج فيها " رد وقال :" أكيد إن شاء الله وناس كتير حاتنزل " ثم وجدته يسأل باستغراب :" هو انتوا مش عالفيس بوك ماجتلكوش الدعوة للمظاهرات " رديت :" بالعكس دانا جتلي دعوة عليه وعلى الهوتميل كمان ، ده شكل الموضوع بجد المرة دي " واستدركت :"ده حتى الرسالة جتلي بكل الأماكن اللي حاتقوم فيها المظاهرات في محافظات مصر كلها ومنها الإسماعيلية اللي احنا جايين منها ، وواضح إن الدعوة طلعت من جروب خالد سعيد وانا داخلة فيه من أول ما اتعمل" استكملت كلامي وقلت:" من زمان ماعشتش جو المظاهرات من ايام ما كنت في جامعة القاهرة " رد وقال:" دفعة كام" قلت :"98 " قال :" انا خريج تجارة 2000 " قلت له :" في الآخر كلنا في مركب واحدة وجيلنا اتكتب عليه انه يعاني من الاحباط وانه مايخدش حقه، يعني مثلا انا بقالي عشر سنين باشتغل في الجامعة ومرتبي مابيعديش 400 جنيه رغم اني في شغلي متميزة ومتولية شئون الاتصالات الدولية بين الجامعة والصين ودول تانية " ، لقيته بيقول :" وازاي قادرة تصبري كل ده ماخدتيش ليه قرض وعملتي مشروع خاص بيكي " قلت :" اهي خيبة بعيد عنك واحنا كبنات مش دايما نقدر نعمل اللي احنا عايزينه ، بس المشكلة دلوقتي بقت اكبر من البطالة والغلا ، بقت إن مصر في خطر وربنا يستر احنا لو مالحقناش دلوقتي نعمل حاجة البلد حاتضيع " قال :" ماحنا عشان كده حاننزل بكره لو كل الناس في محافظات مصر نزلت حانقدر نغير البلد للأحسن " قلت : "يارب نقدر ننزل لو المصريين اتوحدوا ماحدش حايرجعهم ولا حايكسر إرادتهم ، وحدتنا هي سلاحنا الوحيد " بعدها وصلنا قلت له :" أنا مبسوطة يا محمد إني قابلت شاب زيك ربنا يستر طريقك يابني " قاللي :"انتي مش كبيرة ممكن اخوكي " قلت له :"طبعاً وليا الشرف ، خللي بالك من نفسك " ونزلنا .
ازداد يقيني ساعتها من حماس محمد الكبير إن بكره حايحصل حاجة جديدة ، حاجة ماعشناهاش في مصر من سنين طويلة ، لأول مرة من زمان ألمس في كلام شاب من جيلي الرغبة القوية الصادقة جدا في التغيير ، أول مرة أحس من جوايا بقوة الصدق والإخلاص والحب لبلدنا من شاب طيب وبسيط ومالوش أي اتجاهات سياسية ..
مش غريب إن يكون أكتر ناس بيحبوا مصر هم اللي اتجرحوا واتظلموا وعانوا من البطالة والإحباط والهوان ، قد إيه باتمنى إن محمد يكون بخير هو وغيره من الشباب اللي رفعوا راسنا ورجعولنا الروح من تاني ، محمد رغم إنه مواطن مصري بسيط كان ليه دور في إن المصريين يتخلصوا من الكابوس اللي بقاله ثلاثين سنة كاتم على أنفاسهم ، الدافع اللي حرك محمد للخروج يوم 25 يناير مكانش دافع شخصي وهو البطالة والرغبة في الحياة الكريمة اللي هي حقه الطبيعي كإنسان ،لكن كان دافع اقوى بكتير وهو الخوف على بلدنا والرغبة الصادقة في إنقاذها من شلة عصابات هجامة نهبوا خيرها ومصوا دم شعبها الغلبان ، وبكل بجاحة بخلوا عليها برد الجميل ورفضوا إنهم يشتغلوا لرفع مكانتها ، كانوا فاكرين لما يهمشوا الغلابة ويطحنونهم تحت رحى الفقر والغلا والبطالة إنهم حايكسروهم ويقهروهم إلى الابد واستحلوا اللعبة وفضلوا سايقين الهبل على الشيطنة ، لغاية ما جه شباب زي الورد ماكانش معاهم اي سلاح إلا إخلاص النية وقوة الإرادة ونبل الغاية ، كل اللي عملوه إنهم قدروا باسلحتهم دي إنهم يقلقوا منام رؤساء ومسؤولين ماعندهمش ريحة الضمير ومعدومي الإنسانية ، كانوا فاكرين إنهم بأسلحتهم حايرعبوا شباب الثورة وحايرجعوهم لبيوتهم بكل سهولة ، قتلوهم بالرصاص المطاطي والحي ودهسوهم بسيارات الامن المركزي والهيئة الدبلوماسية ...
لكن الشباب اتحدوا كل الأسلحة ، استشهد المئات وانصاب الآلاف ، قوتهم زادت وإيمانهم بعدالة قضيتهم اتضاعف ، ازاي واحد بيشوف ناس بيتقتلوا قدامه حايخاف تاني ، بالعكس اللي حصل خلاهم عندوا أكتر ، كان لازم الاعتصام في الميدان يستمر وياقاتل يا مقتول ، القضية اصبحت أكبر كتير ودخل فيها دم شهداء أبرياء ..
إن شاء الله الثورة مستمرة والمطالبة بالحقوق المشروعة حاتستمر برضه مهما كان الثمن ، لازم مصر تتغير بإيدين شبابها وتنتقل بيهم نقلة تانية ترفع مكانتها وترجع لها أمجادها من تاني ..
باتمنى من قلبي إني اشوفك يا محمد تاني ، عشان أشكرك وأستسمحك لأني بجد كان نفسي اعرف اسمك بالكامل حتى عشان اتاكد إن مامسكش سوء ، لأني لما جت سيرتك من يومين واتكلمنا عنك أنا وأختى قالت لي إنك وقتها كنت بتتكلم بحماس اللي رايح يستشهد ، نفسي بجد استدل عليك باي شكل وكل مانزل مصر باتمنى وانا بوقف تاكسي يشبه التاكسي بتاعك الاقيك انت اللي سايق ، يارب تكون بخير .. يا مواطن يا مصري ... وأنا ومصر كلها مديونين ليك انت واللي زيك بالكتير الكتير ..

الأربعاء، 16 فبراير 2011

وحشتينى يامصر.wmv

ام الدنيا عادت للدنيا

بقلم د.منار الشوربجي - المصري اليوم 16/2/2011

فى السنوات الأخيرة، كانت مصر مجرد «موقع» على الخريطة يشار لمجدها وعظمتها بالفعل الماضى، فهى «المكان» الذى «شهد» أقدم حضارة فى التاريخ، وهى «كانت» قلب الأمة العربية النابض، وظل العالم يسخر من المصريين الذين رغم تقزيم بلادهم وتراجعها لا يزالون يصفونها بأنها «أم الدنيا».

فإذا بأم الدنيا تعود للدنيا من جديد، فيكتشف العالم أن الشعب الذى يصنع ثورة بهذه العظمة بإمكانه أن يحقق أى معجزة تروق له. أعادت الثورة للعالم ذاكرته فظل متسمرا أمام الشاشات، ليس فقط ليتابع عزيمة المصريين الجبارة وإنما ليكتشف من جديد أن مصر ليست مجرد «موقع» على الخريطة ولا هى «مكان» يشار لتاريخه وإنما هى «مكانة» وقيمة وأرض طيبة عفية، يغير ما يحدث فيها الموازين العالمية ويقلب ما يدور على أرضها الحسابات الدولية رأسا على عقب.

فقد أثبت المصريون أن الحديث عن عبقرية مصر وروحها الحضارية ليس من قبيل كلام الإنشاء واللغو، وإنما هو الحقيقة التى شهدها القاصى والدانى بالصوت والصورة، فالملايين الهادرة التى خرجت تدافع عن حريتها وكرامتها عبرت بعفوية آسرة عن وعى سياسى بالغ الرقى والتحضر. فقدمت للعالم ثورة استثنائية من حيث قدرتها الفذة على عدم اللجوء للعنف فى أى لحظة رغم سقوط الشهداء والجرحى ورغم التعرض للعنف المنظم. فالمصدر الأول بلا منازع لقوة هذه الثورة كان إصرارها على أن تظل سلمية، الأمر الذى منحها تفوقا أخلاقيا على أعدائها فى الداخل والخارج فأعيتهم الحيل، وعجزوا عن الانقضاض عليها. بل أكثر من ذلك،

تجلت العبقرية المصرية فى إدراك المصريين البسطاء بذكائهم الفطرى أنهم متى خرجوا للشارع فإنه لا يجوز التراجع وإنما يتحتم استكمال المشوار حتى نهايته مهما كانت التضحيات، فكانت تلك العزيمة الملهمة هى المصدر الثانى لقوة الثورة. وبين هذا وذاك، أثبت المصريون أن الأمم ذات الحضارة لا يمكن تزييف وعيها مهما امتلك الأفاقون من أدوات قمع وتضليل وأموال.

والثورة التى حاول المفسدون تشويهها فاتهموها بالخيانة والعمالة للعالم كله، كانت تثبت فى كل لحظة أنها ضاربة بجذورها فى عمق التربة المصرية، وحملت بين جنباتها كل قسمات الشخصية المصرية من العزيمة والصبر للتحدى وروح الفكاهة.

أما شباب مصر، فقد عبر بوجوده ذاته عن المعجزة المصرية، فهو جاء إلى الدنيا فى فترة ماتت فيها الحياة السياسية فى بلادى، فإذا به على هذه الدرجة المبهرة من الوعى السياسى والوطنية، وهو نشأ فى مرحلة انهار فيها التعليم فإذا به بكل هذا الرقى والتحضر، وأنا فى الحقيقة أتمنى على الكل أن يكف عن وصف شبابنا بـ«شباب الفيس بوك»،

فهم أعظم بكثير من أن يتم اختزالهم فى أداة ضمن أدوات كثيرة استخدموها، وليتذكر الجميع أن هؤلاء الشباب ابتدعوا أدوات أخرى حين انقطعت مصر بفعل فاعل عن الدنيا فى الأيام الأولى للثورة، وقتها لم يكن هناك إنترنت ولا فيس بوك ولا محمول، لكن كان هناك هذا الشباب المبدع الذى لجأ بكل مرونة وفاعلية إلى المتاح وقتها من أدوات، واستمر فى صموده رغم كل الصعوبات.

والجيش المصرى جسد هو الآخر عبقرية مصر، فأداؤه الرفيع سحق آمال مجرمى النظام السابق الذين راهنوا على أن ينحاز الجيش ضد شعبه، فهم كانوا على استعداد لحرق مصر كلها وإشعالها حربا أهلية من أجل الحفاظ على مواقعهم وثرواتهم غير المشروعة. لكن جيش مصر العظيم خيب بوطنيته آمال هؤلاء ورفض التخلى عن شرفه العسكرى، ثم راح فى أول بيان أصدره -عند توليه المسؤولية بعد سقوط النظام- يؤدى التحية العسكرية لأرواح شهدائنا الذين لم يتذكرهم رموز النظام السابق على مدى أسبوعين كاملين.

كل هذه الملحمة الوطنية الفذة ستظل تلهب مشاعرنا وتلهمنا لسنوات طويلة قادمة، وأزعم أنها سوف تدرّس فى شتى أنحاء العالم بكل ما حملته من تضحيات وإبداع شعب عظيم صبر طويلا، ثم خرج كالمارد دفاعا عن الكرامة والعزة ورافضا الفساد والقهر والطغيان.

لكن هذه الملحمة الوطنية الفذة هى مجرد المرحلة الأولى فى طريق طويل وصعب من أجل إعادة بناء مصرنا الحبيبة، وهى مرحلة تتطلب من كل القوى والتيارات السياسية فى مصر أن ترتفع إلى مستوى المسؤولية، فهذا ليس أوان الأيديولوجيا ولا المصالح الشخصية ولا حتى المصالح الخاصة بكل تيار،

وكما أن التاريخ لن يرحم من أسهموا فى صنع جبروت النظام السابق ومن قاموا بالتنظير له وساعدوه على طغيانه، فإنه لن يرحم من الرموز والقوى السياسية من سينحاز فى المرحلة الحالية لأى مصلحة أيا كانت على حساب مصلحة مصر العليا، وعلى المصريين جميعا ألا يسمحوا لأحد بأن يقفز فوق أجساد شهدائنا الأبرار ليحقق مجدا شخصيا أو حتى منفعة لتيار سياسى بعينه، فهذه لحظة العمل العابر للأيديولوجيا والتفكير فقط فى مصلحة الأمة المصرية وآمنها.

ورغم تخوفى من الانتهازيين والمنافقين فإننى على يقين من أن الشعب الذى صنع هذه الثورة العظيمة قادر على ردع كل من تسول له نفسه أن يسرق منه مجده ومستقبله.

الأحد، 13 فبراير 2011

سامحونا ماكنش قصدنا

الشركة السعودية للفنون
تقدم لكم
الفنان القدير محمد حسني مبارك
في أضخم إنتاج فني لهذا العام
فيلم
" سامحونا ماكانش قصدنا"
مع الاعتذار الكبير للفنان سمير عبد العظيم
سيناريو حوار
أنس الفقي
وشارك في البطولة :
الفنان الصاعد جمال مبارك
الفنانة القديرة سوزان مبارك
نظيف
زكريا عزمي
مفيد شهاب
علي الدين هلال
يوسف بطرس غالي
الفنان علاء مبارك
ضيوف الشرف
الفريق أحمد شفيق واللواء عمر سليمان
و نخبة من فناني مصر
غادة عبد الرازق وطلعت زكريا
نخبة من وزراء السابقين والحاليين
موسيقى تصويرية
كرم جبر
عبد الله كمال
اسامة سرايا
مونتاج
أنس الفقي
إدارة معارك
وزير الداخلية السابق
حبيب العادلي
مدير التصوير والإضاءة ومهندس الديكور
فاروق حسني
المنتج المنفذ
فتحي سرور
ساعد في الإخراج
جمال مبارك و أحمد عز
تمت إجازته من قبل
السيد عماد أديب
الهيئة العامة للرقابة على المصنفات الفنية
إخراج
صفوت الشريف

السبت، 12 فبراير 2011

ثمن قليل جداً للحرية

فيما يلي رسالة أرسلتها إلى أحد الكتاب الشرفاء القليلين في زمننا هذا وهو د.ايمن الجندي :

أكتب لك أستاذي ولم أنته بعد من قراءة مقالك اليوم

ولكن الألم يعصرني ، فللأسف الشديد كان أمس أول يوم أعود فيه لعملي ، وإذ بي أواجه بسيل من الاتهامات والادعاءات بأني من المحرضين على الثورة التي ايقظتنا كلنا من رقاد 30 عاماً، وما يشعرني بالحزن هو أني لم أفعل شيئاً مقارنة بما قدمه شباب مصر الذين ضحوا بأرواحهم فداء لوطن يحتكره عصابة من المنتفعين ، أنهكوا الوطن واستنزفوه بكل وقاحة وسفالة ، واستباحوا دماء شبابنا الطاهرة الزكية ، لقد قتلوهم بدم بارد وأكالوا لهم الاتهامات المختلفة ، ..

كل ما فعلته هو اني خرجت في مسيرة المليون يوم الثلاثاء في مدينة الاسماعيلية وكانت صغيرة بالنسبة طبعا لميدان التحرير ومنذ اسبوع وانا أرجو والداي على السفر إلى هناك - خاصة وأن جدتي مريضة وتحتاج لرعاية خاصة - ولكن دون جدوى ،

وكان السؤال الذي وجه إلي من رئيسي في العمل كالتالي:هل تظاهرتي في مسيرات الايام الماضية ؟

قلت : نعم ولكن للأسف يوم واحد فقط ؟

سأل : ولماذا للأسف ؟

قلت : لأني إذا قورنت بمن بدأوا من يوم 25 وواجهوا الموت وسقط منهم شهداء ، أجد نفسي لم أفعل شيئاً

سألني : ولكن ما كنا نريده حدث ، والهدف الآن هو مواصلة العمل والحفاظ على الاستقرار أتحبين لمصر الخراب

لقد تفضل علينا الرئيس بأكثر مما كنا نحلم به ، عين نائباً وأعلن أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة ..

" هناك رجلين من زملائي يؤمنان على كلامه طبعا يافندم داحنا في نعمة كبيرة ودول شباب طايش

قلت : لا يكفي إن الهدف واضح وهو إصلاح بلدنا إن لم يكن من أجلنا فمن أجل الأجيال القدمة

رد بكل بجاحة : لا أحب المزايدات

قلت : ولا أنا ثم إني ذكرت أني لم أقدم شيئا إذا ما قورنت بالشباب الذي

استشهد في سبيل بلده

وطلبت منه أن آخذ إجازة وفي نيتي أن اذهب بعد عملي إلى القاهرة

وإذا به يعترض ليقول إن هذا الطلب مرفوض والوضع لا يسمح

وحجته كانت أن المظاهرات محتشد بها الآلاف من المتطوعين من الشباب ، وإذا لم تنفذ الوعودفالميدان موجود يمنكم العودة بعد انتهاء مهلة الست شهور

خرجت من مكتبه لأفاجأ بعدها بسيل من الاتهامات- خاصة أن جذوري من عرب شمال سيناء ومنهم من استشهد واصيب في 67 و73- وجهتها إلي سيدة من زميلاتي في المكتب بأن عرب سيناء خونة وعملاء وهم وراء كل الفتن التي تحدث في مصر وأنهم سمعتهم سيئة ويتاجرون في السلاح والمخدرات وكل أنشطتهم مشبوهة خاصةً أن كل أموال الدولة موجهة لتنمية سيناء وهم ينهبونها ويستحلونها في هذه الأنشطة

طبعاً رددت عليها وقلت لها أنه ليس من حقها أن تتهمني وأهلي بهذا خاصة أن منهم من استشهد وعذب في سجون إسرائيل وكانوا هم من يدلون ضباط القوات المسلحة والمجندين على الطرق السرية في الصحراء ويساهمون معهم في العمليات الفدائية ايام حرب الاستنزاف

سيدي الفاضل لقد خاطبت في أحد مقالاتك متوجها بالحديث إلى الرئيس مبارك (سابقاً بإذن الله)وقلت له لقد سرقتم أعمارنا ، وإن كان هو وحاشيته يسرقون من أعمارنا وأقواتنا وكرامتنا بشكل غير مباشر منذ 30 عاماً فهم الآن يمارسون في حقنا أقذر أنواع السرقة وبشكل مباشر بالقتل وتشويه سمعتنا وانتهاك كرامتنا وحقوقنا الآدمية .. ألا يشعر هؤلاء بمشاعر الآباء الذين فقدوا أبنائهم ، أليسوا بشراً مثلنا أليس لديهم عقول وضمائر تفيقهم من غفلتهم ، أيرضى واحد منهم على ابنه أن يقتل أو يهان أو تنتهك حريته أو يستباح دمه !!! أم حولتهم شهوة السلطة لوحوش ضارية تنتهج شريعة الغاب

عذرا سيدي إن كانت افكاري غير مرتبة فانا أكتب والدموع تنهمر من عيني واشعر أني من داخلي أنتفض بقوة ،ولكن كل ما يمارس ضدنا كجيل أرادوا له الهوان والذل يجعلنا نتمسك بموقفنا أكثر فلن يكون عملي وأكل عيشي اغلى علي ممن استشهدوا ، حتى لو اضطرني الأمر لتقديم الاستقالة ، فالرزق بيد الله عز وجل ، ربما يريد الله بي خيراً فانا اضعت من عمري سنوات أجتهد وأتعب ويجني الآخرون ثمرة تعبي ومجهودي ، إن السكوت على الحق جريمة وكفاني اكثر من 10 سنوات امارس في حق نفسي جريمة ، فقط كيلا أعصي والداي ولكن أحسبهم هم ايضاً قد تعلموا من تجربة الثورة التي نتمنى جميعاً أن تنتهي بأن يحصل شعب مصر الكريم وشبابه الشجعان على الحقوق المشروعة التي صادرتها شلة من المنتفعين معدومي الضمائر

اتمنى أن نلتقي جميعاً على خير وعلى حرية وكرامة

وإلى اللقاء

المواطنة المصرية عبير

" نشرت قبل تنحي الرئيس بعنوان " أغيثونا يا شرفاء الوطن "

الجمعة، 11 فبراير 2011

في الممنوع - عن حاشية مبارك - مجدي مهنا

في الساعة الرابعة وعشرين دقيقة من عصر يوم الجمعة الماضي الموافق 23/11/2007 ، غادر الرئيس اللبناني إميل لحود فصر بعبدا إلى الأبد ، ولن يدخله مرة ثانية كرئيس للجمهورية بعد أن انتهت فترة ولايته الدستورية بالدقيقة والثانية وبعد أقل من ساعة على هذا المشهد الذي حدث وسط الحرس الجمهوري ، الذي عزف للرئيس لحود السلام الجمهوري ، خرجت مظاهرات متفرقة وصغيرة في قلب العاصمة بيروت من كتلة المستقبل وقوى 14 مارس معبرة عن فرحتها بخروج إميل لحود من قصر بعبدا وانتهاء فترة ولاية رئيس غير دستوري وغير شرعي كما تصفه لأنه تم التمديد له بفترة رئاسية ثانية مدتها ثلاث سنوات بقرار سوري، ضغطت دمشق على الرئيس رفيق الحريري لتعديل الدستور لمنح لحود فترة رئاسية ثانية .

وغاب عن هذا المشهد ان غميل لحود سواء كانت مواقفه صائبة أم خاطئة ، تحالف مع قوى المعارضة .. لأن قوى الأكثرية أجبرته على ذلك ولم تترك له الخيار.. وبالرغم من ذلك ، فقد قرر إميل لحود بمجرد ان انتهت فترة ولايته الدستورية وبإرادته الحرة مغادرة قصر بعبدا ورفض الخروج على الدستور اللبناني وغادر السلطة وكرسي الرئاسة وهو الرجل العسكري الذي يعيش وسط كراسي رئاسية .. لم نسمع في عالمنا العربي أن رئيساً عربياً انتهت فترة ولايته وغادر السلطة .. فإذا كان الدستور اللبناني قد عدل لصالحه مرة ، لكي يستمر رئيساً للبلاد فلماذا لا يعدل الدستور مرة ثانية ولأسباب أخرى لكي يستمر في الجلوس على كرسي الرئاسة ؟

في المرة الأولى بضغط سوري وربما في الثانية بضغط لبناني من قوى المعارضة أو بأي حجة أخرى لكنه فضل احترام الدستور وقرر أن ينفد بجلده وأن يخرج سالماً فقد قال كلمته ومضى وترك المستقبل تحكمه المقادير ورجال ليسوا على مستوى المسؤولية في الحكم و في المعارضة فكل واحد منهما يريد نفي الآخر .

من في عالمنا العربي غير الفريق عبد الرحمن سوار الذهب ، الذي غادر كرسي رئيس الجمهورية في السودان ، كما وعد ، بعد عام واحد من الجلوس عليه .. وغير الرئيس الموريتاني ولد فال بعد أن تعهد بإجراء انتخابات تشريعية ديموقراطية يقوم بعدها بتسليم السلطة إلى من يخلفه؟

من غيرهما: سوار الذهب وولد فال ؟ واليوم من غيرهم : سوار الذهب في السودان وولد فال في موريتانيا ، وإميل لحود في لبنان ، غادروا السلطة وهم على كرسي رئيس الجمهورية؟

قد يبدو المشهد مختلفاً في كل حالة عن الأخرى .. لكننا أبداً نتحدث عن كرسي رئيس الجمهورية وعن السلطة في عالمنا العربي ومهما تكن تركيبة الحكم في لبنان مختلفة ، فإن حب البعض للسلطة وعشقه لها لا يقاوم ، وأقوى من أي شيء آخر.

على الأقل لقد أثبت إميل لحود أنه مختلف عن كل الزعماء اللبنانيين وعن غالبية الزعماء العرب الذين يتمسكون بالسلطة مهما كان السبب.

على الأقل لم يناور ولم يلف لتعطيل الاستحقاق الدستوري الرئاسي .. والواقع يقول إنه كان يمكنه فعل ذلك بالاتفاق مع المعارضة، كان في استطاعته - بدعوى الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها- أن يعلن حالة الطواريء في البلاد ، لكي يتخذ من ذلك ذريعة لاستمرار فترة حكمه حتى ولو كانت بالمخالفة الدستورية .

كان يمكنه فعل الكثير لكنه لم يفعل وخرج من قصر بعبدا ، معززاً مكرماً رافعاً رأسه إلى الأعلى .

رحم الله مجدي مهنا

27/11/2007

السبت، 5 فبراير 2011

منطق الاستبداد المريض

إن من قدم في هذه الاحتجاجات أغلى مالديه لا تتوقع منه أن يتنازل عن مبادئه ، إن كل ما يفعله النظام من محاولات حقيرة ومفضوحة للابقاء على شرعيته الوهمية يزيد من الإيمان والإصرار على المطالب المشروعة للشعب المصري وهي حقوق طبيعية ، ولكن النظم المستبدة تستكثر هذه الحقوق على ما يعتبرونهم رعية وعبيد . رغم أن المحنة أظهرت حقيقة الشعب المصري واصالته وأنه قادر على إعادة بناء وإصلاح ما قام به شلة المنتفعين من القيادات الحقيرة بالحزب الوطني ، كما أنه قد اثبت قدرته على إدارة البلد بطريقة ناجحة رغم الغياب المفضوح للأمن دون مبرر مقنع .