الجمعة، 31 أغسطس 2012

عن الانفلات بأنواعه اسألوني

الحقيقة المضيئة أحكامها عالكل سارية ..
تذكرت هذا المقطع للشاعر سيد حجاب من تتر مسلسل كناريا وشركاه عندما سمعت خبر إلقاء القبض على البلطجي الشهير صبري نخنوخ ، الذي حيرنا معه لمدة عامين تقريبا ونحن نبحث عن عجلة الإنتاج ، التي تبين أنه يخبئها عنده في القصر هي وباقي أدوات السيرك " الإنتاج بالمفهوم المباركي" ..
طوال العامين الماضيين ونحن كثوار متهمون بأنا أغلقنا المصانع وعطلنا الإنتاج والمشاريع الاستثمارية ، لدرجة أني كنت أوشكت على التسليم بأننا فعلا السبب في ما يعاني منه ثلاث أرباع الشعب المصري من بطالة وفقر وارتفاع رهيب في الاسعار يزداد بمعدل سريع لا يتناسب ومعدل دخل المواطن العادي .. ثم فوجئنا بهذا الخبر ، ومازالت الحقيقة الكاملة لم تظهر بعد ولن تظهر إلا لو أجري التحقيق معه هو ورفاقه من المساعدين الأشداء من البلطجية عن بواسطة قاضي تحقيق مستقل مكلف من قبل وزارة العدل ، بعيدا عن مكتب النائب العام الذي عهدناه وفيا لعصابة مبارك وتنام لديه البلاغات المقدمة ضدهم في سبات عميق وأمان تام !!
والسؤال الآن لمن كانوا يزعمون أنهم كانوا يشعرون بالأمان في عصر المخلوع : ترى من منا كمواطنين بسطاء كان باستطاعته أن يمشي آمنا مائة بالمائة قبل يوم 25 يناير 2011 ؟ من يمكنه أن يقسم على ذلك إلا من كان له أحد من أقاربه أو أصدقائه في موقع سلطة ونفوذ أو ضابطا "كبيرا" في وزارة الداخلية ؟ وهل يعقل أن المواطن العادي والبسيط تنهكه الحكومة بدفع الضرائب التي تأخذ منه عنوة - خاصة إذا كان موظفا في الحكومة- ثم لا يجد لما يدفعه أي عائد في مجالات الصحة والتعليم والأمن والمرافق ؟ ، هل من الطبيعي أن يلتزم المواطن البسيط بدفع ما عليه كاملا ليجد أن ما يدفعه يرد إليه ولكن في صورة رصاص أدوات وأجهزة التنكيل به وقتله إن واتته الجرأة وخرج عن طاعة الحاكم والولاء له ؟؟
عن نفسي لي عدة تجارب مع هذا الانفلات الذي يرجع تاريخه لأكثر من عشر سنوات وقد تفاقمت الظاهرة ووصل المسئولون عنها لقمة الفجر في الثلاث أعوام الماضية ، فيما يلي ملخص لحادثتين تعرضت لهما بشكل شخصي ، بالإضافة لحوادث أخرى سأعرضهما حتى نذكر أنفسنا بأننا كان يمكن أن يطالنا نفس المصير :
  • استيقظنا ذات يوم من شهر يوليو في الصباح الباكر - عقب حادث مقتل خالد سعيد - على صوت جرس متلاحق وملح على باب منزلنا ليأتي لنا بعده صوت الغفير وهو يصرخ ليخبر والدتي بأنه رأى شخصا يحاول سرقة سيارتنا بواسطة سيارة تاكسي مصاحبة له وتستعد للانطلاق وراءه إن تمكن من قيادتها ، ولكنه عندما سمع صوت الغفير هرب إليها وفر به السائق هاربا بسرعة خاطفة قبل انا يتمكن الغفير من التقاط رقم التاكسي !!
  • تبين لنا بعد هذا الحادث أن هذا الشخص تتكرر رؤيته في المنطقة وهو يراقب سيارات أصحاب البيوت المجاورة ، ودائما يلاحظ بعد الفجر اختفاء قطع غيار عدد من السيارات وتتكرر الشكوى من الجيران ورغم أن علاقة عدد من شباب المنطقة برجال الشرطة جيدة جدا إلا أن الشرطة تعجز دائما عن حماية ممتلكات المواطن واستردادها إلا لو كان هذا المواطن يشغل منصبا مهما 
  • الثالثة تابتة كما يقال ، والتوقيت هنا هام جدا 
ففي يوم 2-يناير 2011 ثاني يوم كارثة انفجار كنيسة القديسين كان والدي يستعد لآداء صلاة الفجر في الجامع القريب من منزلنا ، بعد نزوله متوجها إلى مقصده قبل الآذان ، فوجيء باختفاء السيارة من أمام المنزل ، عاد إلينا مرة أخرى ليتأكد هل قام أحد بركنها في مكان آخر أمام منزل أحد جيراننا ، لنفاجأ عندها بأنها قد سرقت !!
عندما اتصلت شقيقتي بالنجدة ، كان الرد : لا وقت لدينا للمزاح السخيف ، من فضلك اغلقي الخط .وعندما حاولت شرح ما حدث أغلق المتحدث الخط في وجهها .
توجه والدي قبل هذا الاتصال إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بما حدث ، لم يجد إلا عسكري الحراسة على باب القسم والذي منعه من الدخول بحجة أن لا أحد موجود في هذا الوقت ! وأن الوقت المناسب الذي يجب أن يأت فيه لتحرير محضر هو الثامنة صباحاً
من البديهي أن الانتظار من وقت السرقة وحتى الساعة الثامنة أو التاسعة صباحا يعطي الفرصة للسارق بأن يخفي السيارة ويغير معالمها ويفككها أيضاً ، وفي كلتا الحالتين يظهر وبوضوح أن الشرطة لم تكن وظيفتها حماية أمن المواطن ، ولكن مهمتها الرئيسية كانت حماية السلطة ومن يتقرب من أي فيها ليحصل على بركات الحزب الوطني الديمقراطي وععصابة التوريث 
إذا كان هذا هو حال الأمن في مصر قبل الثورة ، فما يمكن أن نتوقعه عقب ما قام به العادلي من خيانة عظمى تمثلت في أوامره بفتح السجون لتهريب البلطجية واصحاب السوابق وما صاحبه من سرقة السلاح من أقسام الشرطة ومكاتب الضباط في إدارات المباحث .
إنه سؤال لكل من هو في موقع مسئولية في جهاز الأمن -الذي يمثل جهاز المناعة للجسم - كم نخنوخا مازال ينتظر القبض عليه ليتم تطهير مصر من البلطجة ؟ ترى ما هو عدد أصدقاء ابن المخلوع الذين مازالوا - وبمنتهى الفجر - يخططون لإشاعة الفوضى والانتقام من الثوار ؟ إلى متى سيظل هؤلاء المجرمين أحرارا يعيثون فسادا دون أن يجدوا من يردعهم ويضعهم وراء الزنازين جزاء سرقتهم وعبثهم بمستقبل أجيال تتطلع إلى مستقبل أفضل يُبنى بسواعدهم وسواعد من سبقوهم ليهيئوا لهم التربة الصالحة لبناء مصر الجديدة ؟
هل من مجيب على هذه الأسئلة ؟ والأهم هل من مستجيب ؟ 
سيادة الرئيس ارجو سرعة الاستجابة وكما تمكنت من اقتلاع الرأس والفرع الكبير الملاصق له فلتتفضل باقتلاع باقي الرؤوس ولتكن خطوتك القادمة التي سيباركها الجميع هي إقالة النائب العام ورفقائه من الموالين للمخلوع وابنيه الفاسدين