الأحد، 18 ديسمبر 2011

سيادة اللواء : أنت اتأخرت قوي


تعليقاً على خبر اليوم في الشروق :


 الفنجري: مصر باقية ولن تسقط 

 سيادة اللواء : أنت اتأخرت قوي قوي  



أكد عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة نائب رئيس مجلس إدارة صندوق الرعاية الصحية والاجتماعية لأسر الشهداء ومصابي ثورة 25 يناير، اللواء محسن الفنجري، "أن مصر باقية ولن تسقط مهما حاول من يسعون لإسقاطها، مطالبا الجميع بعدم الانسياق وراء الشائعات التي تعمل على تدمير مصر".

وبشأن صندوق الرعاية الصحية والاجتماعية لأسر شهداء ومصابي ثورة 25 يناير، قال الفنجري في تصريح تليفزيوني الليلة الماضية: "أنه تم البحث والعرض على رئيس مجلس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري بشأن أهم تحديات هذا الصندوق والتي تتمثل في توفير الوظائف لأسر الشهداء والمصابين".

مشيرا إلى: "أنه تم التنسيق أيضا مع جهاز الصناعات البحرية بالإسكندرية لتوفير 20 فرصة عمل لأبناء الإسكندرية لمن ينطبق عليهم الشروط للعمل في هذا الجهاز التابع للقوات المسلحة".

وأشار الفنجري إلى: "أن هناك رؤية مستقبلية لتوفير وظائف لمن لا يستطيع العمل في إطار الحكومة حيث سيتم إنشاء مراكز تجارية حضرية في خمس محافظات هي الجيزة والقاهرة وأسيوط والمنوفية والإسكندرية بصفة مبدئية لأسر الشهداء والمصابين وكذلك توفير منافذ تجارية داخل هذه المراكز لاستيعاب جزء من البطالة المحلية".

وأضاف الفنجري: "أن هناك شركات ومشروعات لرجال الأعمال أبدت موافقتها على إقامة مشروعات للشباب وتعيين عدد كبير من المصابين فيها ويجري حاليا الإعداد لذلك".
__________________________________________________________
تعليق على الخبر :
إذا كان المجلس العسكري يعترف بقدرته على إيجاد حلول لما يعاني منه قطاع كبير من المواطنين وبالتحديد الشباب - من بطالة وفقر وانعدام تكافؤ الفرص وانخفاض دخل الفرد بشكل واضح - فلماذا من البداية لم يختصر علينا الطريق ويعطي للحكومتين السابقة والحالية الفرصة لتحقيق آمال هذا الشباب النقي الطاهر الذي انتفض وقام بثورة ليطالب بالعدالة الاجتماعية ليس له فقط ولكن لكل المصريين الذين طحنهم الفقر والظلم ؟
لماذا التباطؤ المكشوف في محاكمة قيادات الحزب الوطني ؟ وهو يعلم أنهم يقبعون في مزرعة طرة للتخطيط لكل الفوضى التي حدثت بعد تنحي المخلوع بدايةً من اعتداء البلطجية على الأقباط في حي السيدة عائشة بمصر القديمة في مارس 2011 وانتهاء بكارثة ماسبيرو في 9 أكتوبر الماضي؟
لماذا لا تسترد أموال مصر المنهوبة وتترك في ايادي هؤلاء المجرمين ليخططوا بما نهبوه من دم الشعب للاستمرار في قتل وسحل أبنائه؟
لماذا يُسجن شباب ويزج به في السجون الحربية ، بينما يتناسى المجلس العسكري أن مازال هناك قيادات فاسدة من جهاز أمن الدولة موجودة في مناصبها ، وإن افترضنا أن هناك من عُزل وتم استبعاده فهو حر وطليق وقد كوَّن في ظل قربه من العادلي وتنفيذه لمخططاته القذرة ثروات هائلة  تمكنه من إطلاق البلطجية في اي أزمة لتحويلها إلى مجزرة ؟
وأكبر دليل على تواطؤ المجلس العسكري مع قيادات النظام السابق سواء في الداخلية أو الحزب الوطني المنحل هو أننا ومنذ يومين فقط سمعنا أن هناك لواءاً سابقاً في جهاز أمن الدولة يُدعى محسن الفحام قد تم التحفظ على ممتلكاته ومنعه من السفر .وغالبا لم يتم ذلك إلا بعد محاولته الهرب إلى خارج البلاد في مطار القاهرة

الاربعاء , 14 ديسمبر 2011 13:57
أصدر المستشار عاصم الجوهرى مساعد وزير العدل لشئون جهاز الكسب غير المشروع قرارا اليوم بمنع اللواء محسن الفحام مدير مباحث أمن الدولة السابق من التصرف في أمواله وكذلك منعه من مغادرة البلاد بعد إثبات التحقيقات تضخم ثروته بشكل غير مشروع.
كان المستشار عبدالحميد حماد رئيس هيئه الفحص والتحقيق لجهاز الكسب غير المشروع قد ناقش على مدار أسبوعين مسئولى هيئة الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة بشأن تقاريهم حول ثورة اللواء الفحام، والتى أكدت تضخم ثروته بصورة كبيرة لاتتناسب مع دخلة وتجاوزت قيمتها عدة ملايين من الجنيهات.
أشارت التقارير الرقابية إلى أن الفحام استغل مناصبه الوظيفية فى الحصول على منافع شخصية بدون وجه حق أدت إلى تضخم ثروته بشكل كبير.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - التحفظ على أموال مدير أمن الدولة السابق 

__________________________________________________________
خاتمة
إذا افترضنا أن المعتصمين أمام مجلس الوزراء شباب عاطل وصايع وأساء التصرف بتعطيل المرور في شارع القصر العيني ، فهل بهذا الأسلوب العنيف والدموي تُعالج الأمور؟ خاصة وأن هناك ثماني أبواب لمجلس الوزراء من الممكن أن يمر منها السادة الوزراء إذا افترضنا فعلا جديتهم في المرور ودخول المبنى ؟
وإذا كان المجلس العسكري يثبت لنا في كل مرة أنه وحده من يملك اتخاذ القرارات فلماذا التأخر في اتخاذ القرارات التي تريح الناس ؟ ألا يعلم أن هذا التأخر هو من يعطل بحق عجلة الإنتاج المزعومة ؟ ولماذا يصر على الاحتفاظ بالوجوه القديمة من عصر المخلوع في المناصب القيادية المهمة والحساسة والتي تفتقد للرؤية ولفن إدارة الأمور بشكل مهني وسليم؟ وخذ مثالا على ذلك رؤساء الجامعات ورؤساء الأحياء وغيره
 إن استعمال العنف ضد هؤلاء الشباب في هذه المرة وسابقتها في شارع محمد محمود يؤكد أن أموالنا وضرائبنا مازالت تدفع لشراء السلاح الذي تُفقأ أعين شبابنا وتُزهق به أرواحهم .

وهنا اقتبس ما ورد في مقال فهمي هويدي تعليقاً على هذه الأحداث الدامية :
إذا طالبنا المسئولين فى المجلس العسكرى أو رئيس الوزراء بأن نصدق أن طرفا مندسا هو الذى قتل الشهداء الثلاثة وأيقظ الفتنة النائمة، فإننا نطالبهم بدورنا بأن يقدموا دليلا على وجود ذلك الطرف، وليعذرونا إذا أسأنا الظن بهم إذا عجزوا عن ذلك.

إن محاولة فض الاعتصام أمام مبنى مجلس الوزراء يعيد إلى أذهاننا المحاولة الأخيرة لفض الاعتصام بميدان التحرير يوم 15 نوفمبر الماضى، التى انتهت بمقتل أكثر من أربعين مواطنا مصريا، لم نعرف حتى الآن من الذى قتلهم. وقيل وقتذاك كلاما مشابها لما تردد هذه الأيام عن الفئة المندسة والطرف الثالث والعفاريت الزرق الذين يرتكبون جرائمهم ثم تبتلعهم الأرض بعد ذلك على الفور.

المحزن فى أحداث الشهر الماضى أن قرارا صدر بفض اعتصام ميدان التحرير، ولم يعلم به وزير الداخلية السابق إلا بعد صدوره. ومعلوماتى ان الوزير السابق اللواء منصور العيسوى روى القصة فى اجتماع لمجلس الوزراء بحضور الدكتور عصام شرف. لكن أحدا لم يجرؤ على الإشارة إلى الجهة التى أصدرت القرار الذى أدى إلى مقتل الأربعين مواطنا، وبطبيعة الحال فإن أحدا لم يحاسب على ما جرى. وأغلب الظن أن أحدا لن يحاسب.

الخميس، 8 ديسمبر 2011

إذا بليتم بالفلولية

"لا أجد من يستحق صوتي ، تعودت أن أعطيه للحزب الوطني"
هكذا بدات اصطباحتي لهذا اليوم من ايامي وسط أعزائي الفلول الصابرين على ما ابتلاهم به ربهم بأن زرع بينهم مدونة ومنحازة للثورة،  
فقد اقتحم أحد زملائهم في درب الكفاح الفلولي مكتبي ليطلب خدمة من زميلتي ، فإذا بها تسأله : ساسدي لك الخدمة بشرط أن تقول لي لمن ستعطي صوتك في الانتخابات . 
فكان رده هو ما ورد في بداية هذه السطور ، وقد فاجأني رد فعلها بان ردت قائلة:"يخربيت غباءك" وقامت وكأن نملة قد لدغتها في مؤخرتها، لتسحبه وتخرجه وهي تكمل :" ألا تعلم يا غبي أن عبير من هؤلاء الثوار المجانين ، وأنها ممكن أن تفتح رأسك بخرامة المكتب" ، ضحكت في سري وتمنيت أن اصرخ بهما :"سلمية سلمية "  وفضلت ألا أتفوه بحرف ، أعجبني المشهد الكوميدي العفوي ، ولكني تمنيت أن أكون رجلاً في هذه اللحظة بالذات ، فهذا الرجل سمعته سيئة ، ومعروف أنه من ذيول رئيس الجامعة السابق  وهو ذو حظوة عنده لما يقدمه له من خدمات غير شريفة ، يعلم الله وحده حقيقتها، قلت في نفسي :" ليتني كنت رجلاً أو كاتباً ساخراً مثل بلال فضل أو اسامة الغريب  لأحرق دمه بسخريتي اللاذعة لاخلص منه حقوقاً لي ولمن مثلي ممن سبق وتطاول عليهم لمجرد أنه مقرب من سيادة الرئيس المحترم!"  فهو من أدواته التي نجح في تسخيرها بشكل كبير  لتحقيق إنجازه العظيم في نشر شبكة من البلطجية والجواسيس ويعينهم في أفضل المواقع القيادية رغم فشلهم وانعدام كفاءاتهم الإدارية بشكل واضح ومكشوف جداً لا لشيء إلا لأنهم خادمين في بلاطه ويشون بزملائهم وينشرون الأكاذيب والفضائح الملفقة عن كل من يخالفه في الرأي والفكر والاتجاه السياسي . وأحيانا كنت اشفق على هؤلاء لأنهم ظاهرياً يتربحون من وراء هذه المهام الحقيرة ، لكن في الأساس هم خاسرون لأنهم مكروهون وعندما يفقدون قوتهم المؤقتة ينبذهم الجميع ، ولا يصادقهم أحد..
تمنيت أن يظل على موقفه ويحتفظ  بصوته ولا يدلي به ، فعدم تصويته هو ومن مثله أفضل بكثير !! 
وودت ايضاً أن اشكره لأنه يعترف بحقيقته ، فهو على الأقل لم يتحول واحتفظ بولائه للحزب الوطني المنحل - رغم رحيل رئيس الجامعة-  ، ولم يطبق المثل :"إذا بليتم بالفلولية فاستتروا "

الخميس، 1 ديسمبر 2011

مصايب ومكاسب

سبحان الله ، هذا الأسبوع بالنسبة لي كان ثقيلا ثقيلاً كدت أشعر أنه لن ينتهِ ، رغم قصر ساعات النهار إلا أن ما سبقه وما جرى به من أحداث أكسباه طابعاً خاصا أقل ما يوصف به بأنه أسبوع الأحداث الساخنة ، أو أسبوع توابع الزلزال .. 
هل تخيل أحد أن يمر عليه اليوم تلو اليوم ولا يخلُ أي يوم من ثلاث أو أربع أزمات ، ترى هل من معجزات الخالق عز وجل أن يمدنا في مثل هذه الظروف بقوة إضافية تساعدك على التحمل والخروج بأقل الخسائر الروحية والنفسية الممكنة ؟
لقد كانت البداية أشبه بالهدوء الذي يتوسط عاصفتين ، في العاصفة الأولى منعتني ظروف مرض والدتي وعودتها من الحج من التواجد في قلب الحدث الجلل واندلاع الثورة المصرية الثانية بملابسات شبيهة إلى حد كبير بما حدث في الثورة الأولى يوم 25 يناير ، ولأنني لم أتواجد في أي من العاصفتين التحرير أو ميدان الممر ، لجأت إلى أضعف الإيمان وشاركت مع الطلاب الأبرياء من كليتي التجارة والهندسة  في الجامعة في مسيرات التضامن مع رفقاء التحرير ، ولكن كالعادة لم أشعر بنفس الزخم وروح الثورة التي يشعر بها أصحاب المبادرة والتواجد الفعلي في ذروة الحدث ومنهم هؤلاء الطلاب الرائعون ، فهؤلاء هم الثوار الحقيقيون ، الذين يخاطرون بحق وغالبا لا يخبرون ذويهم بما ينوون فعله من خروج إلى الميادين وتعريض أنفسهم لمخاطر التصدي لقوات الأمن ، ولبطشهم ولطلقات الخرطوش والرصاص الحي التي لا تعرف الرحمة ..ولكنني عزيت نفسي بأن اردد مقولة "أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبداً" ، لأني لم أكن لأسامح نفسي لو كنت تخليت عن أمي في ظروف مرضها .
ولكن ما إن بدأت الأمور تهدأ نسبيا في نهاية الأسبوع ، حتى بدأ الاسبوع التالي بسلسلة من الصراعات كشفت عن حقائق عجيبة ، وعن نفوس بشرية أعجب ، أول هذه الصراعات بدأ عندما لبيت دعوة زميلاتي في إدارة كنت أعمل بها منذ عامين في نفس الجامعة وبدأ الحديث وديا وحميميا فنحن أصدقاء تشاركنا سوياً آمالا وألاما هي قدر جيلنا الذي خرج لسوق العمل ليجد الكبار وأصحاب المناصب يحصدون ثمار جهود الصغار دون أدنى مجهود يُذكر !! ولكن الحديث الودي انحرف للأسف إلى مسار آخر عندما تطرق الحديث إلى قضية هل ثوار التحرير على حق أم أنهم متبطرون ؟؟ ودخل في الحديث زميلة عزيزة ولكنها منقبة و إخوانية متعصبة وفوجئت بها تصب علي وعلى ثوار التحرير وابلاً من الاتهامات بالعلمانية والفسق والفجور ، وأن البرادعي هو سبب اندلاع هذه الموجة من الغضب والبلطجة إن أن كل من في الميدان يقبضون منه أموالا طائلة بالدولار ، وأن هؤلاء لا يركعونها ، وأن البرادعي إذا فاز بالرئاسة سيحول مصر إلى كباريه وماخور للدعارة والإدمان وشرب الخمور وأن كل نساء مصر سيسيرون في شوارع المحروسة بالمايوه البكيني !!! وأنه سيجعل من مصر تركيا الثانية (وهو مالا نكرهه لمصر ، ياريييت ) 
وسبحان من يثبت المرء في مثل هذه المواقف .. لقد صدمت فيها ، وفضلت أن أرد ردا ساخرا : ليس كل من في الميدان من أنصار البرادعي . ثانيا لو كان من يؤيد البرادعي حقا يتقاضى أموالا طائلة كانت ظهرت هذه النعمة عليهم ولكنا نجدهم يركبون أحدث السيارات ويسكنون في أفخم الشقق والقصور ، دانا حتى كل اللي باعرفهم من حملة البرادعي من أبناء الشعب ، متعلمين ومثقفين لكن غلابة ولسه بيكونوا نفسهم  (جتنا نيلة دي اشكال يبان عليها إنها بتاخذ دولارات برضه !!)
انتهى اول صراع لأجد نفسي وسط صراع آخر ، ويبدو أننا كجيل الشباب كتب علينا أن نسدد ضريبة غباء النظام السابق وعبودية أنصاره ، فدائما تلاحقنا الاتهامات ، وأخيرا هذا الاتهام السخيف بأننا قمنا بالثورة طمعا في المناصب ، وأننا نريد انتزاع سلطات لا نستحقها .. كيف نحن الرعاع نسحب صلاحيات ممن يكبروننا سنا ؟ الغريب أن هذه الاتهامات هي من وحي خيال من يطلقونها ، فنحن لا نطمع في أي منصب ولا نسلب أحدا حقه ، ومع هذا تجد المقابل المزيد من الحقد والتجريح والاتهام بأنك متميز في عملك لتصارع الكبار في أرزاقهم ( وياللعجب ألا يعلم هؤلاء أن الله وحده هو من يقسم الأرزاق ؟)
ووسط صراع وآخر تستعر داخل عقولنا الأفكار والصراعات من أثر الأخبار المتواترة عن الانتخابات ، ونتأرجح ما بين الأمل والإحباط ، ويظل حتى الآن الخوف هو الشعور المسيطر من الهجوم الكاسح للإخوان المسلمين والتيار السلفي ومحاولتهم المستمرة تغيير هويتنا الأصيلة المتميزة بالوسطية والاعتدال .. ولكن التحدي أمامهم كبير وهم مطالبون بالوفاء بوعودهم وتلبية متطلبات الشعب المصري ، في مقدمتها النهوض بالتعليم وتحسين الخدمات والمرافق والاهتمام بالبنية التحتية ،إقامة مشروعات سكنية بأسعار مخفضة للشباب ولمحدودي الدخل إصلاح وإعادة هيكلة الأمن ، النهوض بالزراعة (بتهيألي مالهومش حجة دلوقتي ).
 الحمد لله من كرمه وواسع فضله أنه يمدك وسط كل زحام الأفكار وتصارعها بالصبر والثبات لمواجهة هذه المزاعم الفارغة ، والغريب أني تعلمت مواجهة أصعب المواقف والاتهامات الجارحة (خاصة أني فتاة وغير متزوجة ومهددة دائما بتشويه سمعتي فقط بدافع الكراهية وليس لسبب آخر ) من الراحل الرائع مجدي مهنا ، تذكرت كلمته الرائعة : كن منتصرا حتى إن كنت منكسراً !!
اندهشت ايضا من مصادفة أني ومن عرفتهم من جروب الراحل مجدي مهنا على الفيس بوك نؤيد د.البرادعي ونؤمن بهذا الرجل وبأنه الأصلح لأن يتولى الرئاسة .. ولكن الله أعلم ، فالتحدي كبير جدا ..

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

حلقة من مسلسل القسوة

تزامنت مقالة د.محمد المخزنجي الأخيرة بعنوان "حتى الجنون تدهور" ، مع مقالة أ/فهمي هويدي عن المواطن الذي شاء القدر له أن يتم القبض عليه دون تهمة حقيقية موجهة إليه ، مما جعله يواجه ـ بعد خروجه ـ أهوالاً عديدة وصعوبات ليس هو فقط ولكن عائلته ، هل من الطبيعي أن يحتفظ هذا المواطن بسلامه واستقراره النفسي ، هل من الممكن أن تلد مصر مبدعين ومبتكرين في ظل كل هذا القهر والظلم وكبت الحريات ؟، كيف يشعر أبناء المواطن المذكور ومن مثله بالانتماء لوطن لا يشعرون فيه بالكرامة بل على العكس يتذوقون فيه كل يوم ألوان مختلفة من العذاب النفسي ، وأقرب مثال هو نتيجة الثانوية العامة لهذا العام ..
إن العنف الذي يُمارس ضد المواطن بشكل يومي في بلادنا أحد مظاهر القسوة والعنف المبالغ فيهما واللذان سادا كل نواحي حياتنا ، ولقد رأيت بعيني وكنت شاهدة منذ فترة قصيرة على واحدة من هذه المظاهر البشعة والضحية عامل مسكين يكافح من أجل لقمة العيش وهو راض بأجره المتواضع ، دائم الشكر لله على المر قبل الحلو ، سأسرد هذه الحادثة لأضمها إلى السجل الحافل لحوادث العنف والقهر التي من الممكن جدا أن تقلب حياة مواطن عادي ومسالم رأساً على عقب وربما يتحول بعدها إلى مجرم أو إرهابي أو قاطع طريق .
والقصة كالتالي:
هو عامل بسيط عمره 42 عاما ،يعمل في البلدية باليومية وظيفته جمع القمامة ولأن أجره اليومي لا يتعدى خمس جنيهات ولتمتعه بالأمانة والحياء ، تقصده سيدات الحي ( وهم من الطبقة الميسورة ) لتنظيف بيوتهن و سلالم ومداخل العمارات ، وأحياناً يغسل سيارات ، ولأننا ممن يتعاملون معه بشكل يومي ومنذ حوالي 10 سنوات فقد عرفناه جيداً ولم يسبق أن فقد شيء لا من منزلنا ولا من المنازل المجاورة التي يدخلها بشكل يومي .
ولأننا نعيش في بلد أصبح كالغابة لا يحظى فيها الغلابة والضعفاء بالحماية من الوحوش الكاسرة ، فقد شاء القدر لهذا العامل أن يكون واحداً من ضحايا الظلم والعنف والقهر ، فمنذ حوالي أسبوعين فوجئنا به أمامنا في حالة يُرثى لها ، كان وجهه وملابسه مضرجين بالدماء وأنفه ينزف وعينيه بهما كدمات زرقاء وأذنيه متورميتن وعندما سألناه ماذا حدث لك ، كانت الإجابة مؤلمة وموجعة .
كان يمر على مجموعة من المساكن المتجاورة في حي مجاور ، ناداه أحد سكان إحدى هذه المساكن وهو ابن السيدة صاحبة العقار ، كان العامل لديهم بالأمس ينظف لهم منزلهم ، فصعد إليه ، وهنا فوجيء العامل بالشاب يسأله عن ساعتين يد فقدا بالأمس ، رد قائلاً بأنه لم ير أي ساعات ، كرر الشاب السؤال فأقسم العامل أ،ه لم ير ساعات ، عندها انشقت الأرض عن ثلاثة من البلطجية تعاونوا مع الشاب الفاسد على العامل وظلوا يضربونه لمدة ساعتين ، وعندما لم يحصلوا منه على الاعتراف بالسرقة جاءوا بإيصالات أمانة وبصامة وبصموه بالإكراه عليها وأخذوا بطاقته الشخصية ليس هذا فقط بل جائت أم الشاب بحقيبة مجوهراتها أمامه وهددته بأنها ستخفيها وتتهمه بالباطل بسرقتها !!!
حكى العامل قصته وأجهش بعدها ببكاء حار قائلاً:" والله لم أسرق ساعات ، كرامتي ضاعت أروح لمراتي واقوللها ايه لما تسألني ولا اولادي ازاي حارفع عيني في عينيهم بعد اللي جرالي النهارده ، دانا طول عمري ماشي جنب الحيط وعمري ما طمعت في حاجة مش بتاعتي ، انتوا بتسيبوا فلوسكو قدامي عمري ايدي ماتمدت على أي حاجة حسبي الله ونعم الوكيل"
نصحه بعض السكان بتحرير محضر بالقسم ، وهناك حدث فصل جديد من فصول القهر والعنف ، استقبله العسكري الجالس أمام مكتب الضابط بسؤال تشوبه نبرة اتهام :" رايح فين يا اخينا " أجابه العامل بسذاجة أنه تعرض لاعتداء بدني ، فههده العسكري أنه إن لم يذهب لحاله فسيقبض عليه ثم يتلقى وصلة ضرب من قبل المخبرين بالقسم لإجباره على الاعتراف بالسرقة ، ولم يتوان في سبيل ذلك بسبه بألفاظ بشعة ، سمع الضابط الحوار من داخل حجرته فخرج ليستطلع الأمر ، ربما لتمتعه بالفراسة شعر أنه مظلوم فأدخله مكتبه وحرر له محضراً ووعده بأن سيتحرى الأمر وسيستدعي الشاب ..
ولكن من وقتها ـ وكما هو متوقع ـ لم يحدث اي جديد وضاع حق العامل بسبب هروب الشاب وعدم عثور المخبرين عليه ، والأكيد أنه يعطيهم رشوة في كل مرة حتى لا يقبض عليه فوالده يعمل بإحدى دول الخليج ، ثم تبين بعدها أنه يتعاطى المخدرات وقد يكون هو السارق وأراد تلفيق التهمة للعامل ليتخفى من أفعاله المشينة .
هل يمكننا تخيل الأثر السيء الذي تتركه مثل هذه الحادثة على إنسان بسيط لا حول له ولا قوة ! متى يتحقق الخلاص ؟ كيف ننجو بأنفسنا من آثار العنف والقهر الذي يمارس ضدنا كل يوم كمواطنين بسطاء ؟ متى تتحقق لنا العدالة والكرامة والحرية ؟ متى؟؟؟؟؟؟؟

هذه المقالة كتبت في شهر أغسطس 2010 

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

ابتسامة لا محل لها من الإعراب

أمضينا ومازلنا نمضي أياماً قاسية للغاية من تاريخ بلدنا ، تاثرت للغاية مما حدث بالأمس ، مشاهد مروعة ، أحداث دامية ، ماحدث تعجز الكلمات عن وصفه وليس أبلغ من أنه كابوس نتمنى ألا نراه ونعيشه مرة اخرى

شعرت وباختصار أننا نُعاقب على ثورتنا التي كان من أهم أهدافها التخلص من نظام حاكم مستبد وفاسد ، تسبب في شعورنا لمدة أكثر من ثلاثة عقود بالمهانة والقهر كما تسبب في تشويه هويتنا ،وفي ضياع شعورنا بالفخر بجذورنا الاصيلة الضاربة في أعماق تربة بلدنا مصر

كنت قبل 25 يناير انظر للأطفال الصغار في العائلة وأردد بيني وبين نفسي :" يارب يجعل ايامكم افضل بكثير من ايامنا ولا تشوفوا اللي شفناه من إهانة وسحق للآدمية والكرامة "

لماذا يستكثر علينا ابناء مبارك - وبعد كل ما حصلوا عليه من مكاسب في عصره - أن نحدد مصيرنا بعيداً عن أدواتهم القذرة المعروفة مثل البلطجة والإعلام الحقير وإثارة الإشاعات وإشعال الفتن بين جميع فئات الشعب المصري ، الذي اشتهر وعلى مر العصور بسلميته وعدم تعصبه ، والذي ضرب شبابه أعظم مثل في التحضر والذكاء الفطري والنقاء من خلال ثورته النظيفة التي استطاع بها التخلص من رئيس تعامل مع بلد بحجم مصر على أنها ملكية خاصة به وبعائلته وزبانيته من السياسيين الفاسدين والقوادين الفصحاء، فأضاع هيبتها ومكانتها

مثل كثير من المصريين أمضيت الليلة السابقة في بكاء وحزن ،شعرت بمدى قسوة الضربة الموجعة لثورة هدفها أن تعيش مصر تجربة ناجحة للتحول الديمقراطي الذي سينقلها - إن شاء الله - لتتبوأ مكانتها الجديدة بين الدول المتقدمة وتستعيد ريادتها المفقودة

ثم مررت اليوم صباحاً بموقف بينما كنت بالصدفة في مكتب إحدى زميلاتي في العمل ، وجدت واحد من الموظفين الذين يحتلون مكانة هامة لدى رئيس الجامعة السابق يدخل ويتحدث إلينا بكل وقاحة (وقد كان متواجدا معنا اثنين أو ثلاثة من زملائنا)ليقول وهو مبتسما ابتسامة سخيفة وباردة :" فيه مسيحيين هنا ، عايز اشتم براحتي " وختمها بضحكة حمقاء . قلت :" اسمي عبير سليمان وكان كل من يتعامل معي قبل الحجاب يظنني مسيحية " ثم اشحت بوجهي عنه ، وبصراحة لو كنت رجلاً لكنت اتخذت ضده رد فعل أشد واقوى لكنني فضلت ألا أنساق في حوار مع شخص بهذه التفاهة والاستخفاف بالآخرين ، ثم من اعطى له هذا الحق في التطاول ، ثم قلت لنفسي : "وما الغريب في هذا أما إني غبية فعلا هل نسيت من هو هذا الشخص صاحب الابتسامة الصفراء المليئة بالخبث وسوء النية "إن رئيس الجامعة السابق يعتبره الابن البار له ،

لا لتميزه في عمله لا سمح الله أو لحسن خلقه ، ولكن لأنه يقوم بعمل البصاص والجاسوس على زملائه وينقل كل ما يراه بأدق تفاصيله إليه وبالتالي لم يستطع الرئيس بالإنابة التخلي عنه لأهميته ومهارته في أداء هذه المهمة الدقيقة،

إنه من المؤسف أن يتخذ استاذ جامعي ابنا له من هذه النوعية البشرية الحقيرة لمجرد أنه ينقل أخبارا أو ينجز مصالح (ربنا وحده اللي يعلم نوعها)وهذا الشخص وأمثاله على أتم استعداد لعمل اي شيء للحفاظ على مصالحهم

لنا الله هو القادر على انتشالنا مما نعاني منه ، يارب احفظ بلدنا وطهرها من أعدائها الذين يريدون إحراقها إن تكن خالصة لهم .. حسبي الله ونعم الوكيل

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

الحقنا يا ريس .. المركب بتغرق

يستفزني جدا ترديد الناس لجمل مثل : الدولة بتنهار من ساعة ما الريس تنحى ، يا فرحتنا بالثورة واللي كسبناه من وراها .
وبالذات بعد ترديد أخبار جرائم القتل وتثبيت الناس في الشوارع لسرقة هواتفهم المحمولة ونقودهم وسياراتهم ، وتحديدا تلك التي تتردد كثيرا هذه الأيام عن حوادث السرقة والخطف والتثبيت التي تتم على الطرق السريعة . هذا غير حوادث التحرش والاعتداءات اللفظية والاشتباكات بالأيدي والأسلحة ، وانتشار ظاهرة المخالفات المرورية بشكل فاجر ومستفز .
وما يستفزني أكثر هو إصرار هؤلاء الناس على أن عصر مبارك كان الأفضل والأكثر أماناً ، لقد قال أحدهم لي بالحرف : " هل هذا ما كنتم تريدون تحقيقه أيها الثوار أن تنهار الدولة ؟ ، وارتدى الشخص فجأة قناع الحنان والأبوة الزائفة ليهمس لي قائلاً: إن من يحب بلده لا يرضى أن يعاني من هذا الخلل الأمني الرهيب ، لقد كنا آمنين مطمئين ثم جائت ثورتكم لتطيح بالرئيس و مازلتم لم تكفوا بما حققتموه بل تريدون للدولة أن تنهار بالكامل ، إن هذا يتنافى مع الوطنية ."
طبعاً شكرت السيد الفاضل على غيرته الشديدة على الدولة - التي هي بالنسبة له ممثلة في شخص المخلوع- ولكن أصريت في النهاية على التأكيد على أن مصر ليست لا مبارك ولا غيره ، وقلت : "إن الدولة فعلا تنهار والفضل في هذا الانهيار يرجع لمبارك ونظامه الفاسد" وابتسمت ببرود وعدت لأكرر : "الله لا يعيد أيامه ويخلصنا من ذيوله " وقلت :" لا تنس تفجير كنيسة القديسين وأنها حدثت في عصره الأسود هذا غير حوادث أخرى سابقة لها ، ولم نره وقتها حرك ساكناً بل اكتفى بأن حافظ على العادلي في الوزارة بدلا من إقالته ، وتركه يخرج لسانه لكل المصريين ويسلط سيف الأمن المزعوم على رقابهم ، وكأنه يقول : لاقيمة لكم عندي ومهمتي الوحيدة كوزير داخلية هي حماية السلطة ومواكب الرئيس وعائلته ووزرائه ، وتهيئة المناخ لتوريث العزبة لجمال مبارك !!!
هل هذا هو مفهوم الأمن الحقيقي ؟ وهل مهمته فقط هي حماية الرئيس وحاشيته الفاسدة ، ليس هذا فقط بل أيضا الدخول في صفقات مشبوهة لشراء سلاح يفتك بالمواطنين إذا تجرؤوا وعارضوا النظام الفاسد ؟ وهل من العدل أن تخصص الضرائب -التي يدفعها المواطنين من دمائهم وعرقهم - لشراء أجهزة التصنت وتدريب القناصة على قتلهم ، ولإعطاء رواتب للضباط مقابل إرهابهم وإهانتهم ، بدلاً من أن تخصص لحمايتهم والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم ؟
لقد حدثت عدة مواقف خلال السنة الماضية تثبت أن جهاز الشرطة في مصر في أجازة مفتوحة منذ زمن من مهمته الأصلية ، وتفرغ فقط لإرهاب وترويع المواطنين والتنكيل بالمعارضين ، أولها ما حدث أوائل العام الماضي في مكان عملي (جامعة قناة السويس) من سرقة 50 وحدة تشغيل خاصة بأجهزة الحاسب الآلي في مركز تعليم اللغة الصينية (كونفوشيوس) وتم تسريبها ليلاً ، في ظل وجود حرس الجامعة ، ولم يتم بشأن هذا الحادث اي جديد منذ ذلك الوقت ، ومن المؤكد أنها قيدت ضد مجهول ، والنتيجة أن خزانة الدولة بالطبع تكبدت الخسارة الناتجة عن هذا الإهمال الجسيم .
ثاني هذه الحوادث كان عندما استقيظنا كلنا في البيت قبيل فجر يوم 2-1-2010 ( ثاني يوم تفجير كنيسة القديسين) على كابوس سرقة سيارتنا من أمام البيت .
وما يثير في نفسي الغيظ والسخط هو رد فعل النجدة عندما هاتفتها شقيقتي لتفاجأ بمن يرد عليها قائلاً :" انتي بتهرجي اقفلي أحسن لك "
عندما ذهب أبي للقسم لم يجد أحدا ليعمل محضراً بإثبات الواقعة ، واضطر للعودة إلى القسم في الظهر حتى يجد الضابط ويسجل المحضر ويقدم بلاغ بالواقعة .
وإلى الآن لم يتم اي جديد ..
وحدثت الثورة ، وتأكدت من ظهر يوم جمعة الغضب أن هذا اليوم سيكون يوماً غير عاديا ، وصدق توقعي في المساء عندما حدثت الخيانة ، وانكشف القناع عن حقيقة هذا الجهاز ، وقام المصريون بتنظيم أنفسهم في لجان شعبية لحماية منازلهم ، وبعد هذا اليوم بيومين وأثناء وجود اللجنة الشعبية أما منزلنا والمكونة من أبي وشقيقي وجيراننا والغفراء الموجودون في المنطقة مرت سيارة وعندما قاموا بإيقافها للتأكد من هوية صاحبها قام بسبهم ولعنهم ورفض إظهار هويته لهم ، فقاموا بتهديده واستدعاء أحد أفراد الجيش وأطلقت أعيرة نارية في الهواء لتخويفه ، ثم اتضح أنه واحد من افراد جهاز الشرطة المنحرفين الذي اتضح انه في قمة الجبن والخسة وفر هارباً بعدما هشموا له سيارته بالشوم !!!!!
لا تستطيع اي دولة في العالم الاستغناء عن الشرطة التي وصفها كاتبنا الرائع د.المخزنجي بجهاز المناعة ، ولكن لابد أن تعود الشرطة لعملها باسلوب ومنهج جديد ، هذه العودة مرتبطة بعناصر هامة جدا منها تحكيم كل فرد في هذا الجهاز لضميره عند التعامل مع المواطن المصري وضرورة أن يفرق بين الشريف والبلطجي ، وأن يعاد النظر في عملية توزيع الرواتب في هذا الجهاز بما يحقق للعاملين بهذه الجهاز العدالة الاجتماعية المطلوبة ، وتغيير السياسات والمناهج واساليب تدريب الأجيال الجديدة من ضباط وعساكر الشرطة .
أتمنى أن تعود الشرطة للعمل بالكفاءة المطلوبة .. وأتمنى أن تتوقف هذه النغمة النشاز التي يعزفها فلول مبارك ونظامه ..
والترويج لعودته الغير ميمونة .. مش رجعته دي اللي حاتمشي المراكب الواقفة .. ماهو بالعقل كده واحد بقاله 15 سنة واكتر بيغرّق في البلد هو وشلة الحرامية والزبانية اللي محاوطينه ، دلوقتي هو اللي حاينقذها؟؟؟؟
ارحموا أهالينا ..



الاثنين، 25 يوليو 2011

بثينة واخواتها

معذرة لأني اقتبست اسم البطلة في الرواية الجميلة لد.علاء الأسواني "عمارة يعقوبيان " فانا وبنات جيلي نشبهها ، فكلنا ينطبق علينا .مسمى "أبناء العجز والقهر والكبت وقلة الحيلة"

نحن الجيل المظلوم ( مواليد أواخر السبعينيات وحتى نهايات الثمانينيات) ولعل خير دليل على هذا المسمى ما حدث لخالد سعيد ،وهو ربما أكثرنا حظاً ليس لأنه اشتهر وأنشئت جروبات الفيس بوك باسمه ولكن لأنه ارتاح وقابل ربه وهو مظلوم والله سبحانه أرحم من كل البشر ،أما نحن فمازلنا نقهر ونسحق كل يوم ،وليس القهر والتعذيب نوعاً واحدا وهو التعذيب البدني ولكن هناك قهراً نفسياً تأثيره على النفس ليس بأقل من القهر الجسماني ،فالحياة في بلدنا الغالي أصبحت ميسرة فقط لمن لهم ظهر وواسطة قوية ولا ينظر وقتها إلى كفاءاتهم ولا علمهم ولا أخلاقهم ،أما نحن ممن ليس لهم ظهر فنسحق ولا تراعى كرامتنا ، وكيف تراعى كرامتنا ونحن مكسورين ومحبطين إن لم يكن بسبب البطالة فبسبب عدم الإحساس بالأمان وقلة الدخول حتى المحظوظ منا ولديه وظيفة فهو إما مطحون وكأنه يدور في ساقية لا يجد في اليوم دقيقة يأخذ أنفاسه قليلاً وإما مهمش ولا يشعر بأهميته وقيمته كإنسان ويتعرض للاضطهاد من قبل الأكبر منه ( رغم أنهم يحصلون على حقهم بالكامل دون أي انتقاص منه وذلك لأنهم معينين في الحكومة منذ عشرين سنة أو أكثر )دون سبب مقنع سوى الغيرة والحقد والأمراض النفسية وحب الاسئثار بالسلطة والتفرد بها

ما الذي يتوقع منا بعد كل هذا ؟ أظن أنه من المستحيل أن تجد إنساناً متصالحاً مع نفسه بينما يتعرض لكل ألوان التعذيب النفسي والقهر كل يوم ، الغريب أنك تجد البعض من أهالينا يؤيدون فكرة السلبية والاستسلام للأمر الواقع وركوب الموجة وعدم السباحة ضد التيار ! وحجتهم في هذا أنك مثلك مثل غيرك لماذا انت بالذات تعتقد أن بإمكانك إصلاح الكون ، التفت إلى خيبتك الأول وعندما ينصلح شأنك سيكون هناك أمل ؟ ودائماً ينظرون إلى سبب الفشل وعدم تحقيق الذات على أنهما قضايا فردية وليست قضية جيل بأكمله كتب عليه منذ ولادته أن يكون سيء الحظ . فالكبار يرون أنهم نحتوا في الصخر ليحققوا أحلامهم وينسون أن أبنائهم كبروا وتخرجوا من الجامعات ولم يجدوا صخراً من أصله لينحتوا فيه ! ياااه ما كل هذه القسوة أيظن أحد بعد كل ما يوجه إلينا من اتهامات أن نظل أسوياء نفسياً؟ لماذا هل نحن ملائكة مثلاً أم ماذا ؟ وإذا كان يجب علينا أن نكون كذلك فلماذا لا يصبحون قدوة لنا حتى نقلدهم ؟اليسوا هم الكبار اصحاب الخبرة والنضج !!!

عند هذه النقطة يجب علي أن أوضح لماذا انا ومثيلاتي لا نختلف كثيراً عن بثينة السيد ، هناك فقط نقطتي اختلاف بيننا وبينها هي حاصلة على دبلوم تجارة ونحن لدينا شهادات عليا من جامعات محترمة وربما من أقراني من حصلن على ماجستير وربما دكتوراه أيضاً ، النقطة الثانية هي يتيمة وليس لها أب وتكفل عائلتها لأنها أكبر أخواتها ، أنا وبنات كثيرات مثلي ومن نفس الجيل لدينا آباء تخلوا عن دورهم تجاهنا دون مبرر منطقي وتركونا نصارع الحياة وحدنا ، لا يتذكر أحدهم دوره إلا عند وقوع ابنته في الخطأ أو تعرضها لمصيبة ما وقتها يكون وجوده بجانبها ليس له معنى وأشبه بدور الشرطة في الأفلام العربية التي تأتي عادة بعد إتمام الجريمة ولفظ المقتول لأنفاسه الأخيرة ، من حسن حظي انا وصديقاتي أننا لم نقع في أخطاء أخلاقية بالمعنى رغم كل ما نتعرض له من مغريات ، ولكن رغم ذلك لا أحد يرحمنا من سلاطة لسانه و اتهامنا بأننا السبب فيما نحن فيه من عنوسة وتعرض دائم لنظرة المجتمع السلبية إلينا ؟ وكأننا لسنا بشر طبيعيين ولنا احتياجات مشروعة ونحتاج في أحيان كثيرة لمن يربت علينا ،ويحتوينا ، حتى لا نشوه نفسياً .. ولكن من بيده تغيير قدره ؟

بثينة لم تجد في النهاية إلا زكي باشا ينقذها من كل الأيادي التي تمتد نحوها لتنتهك إنسانيتها وتسلبها شرفها الذي لا تملك غيره ،تزوجته لأنه الإنسان الوحيد الذي احترمها ، ونحن أيضاً في أحيان كثيرة لا نجد بديلاً عن هذا الحل ، فعندما يسقط المثل الأعلى ويتخلى الأب عن دوره الطبيعي الذي خلق من أجله ليس لسبب إلا لأنانيته وجشعه وحبه للتفرد والاستئثار بكل شيء ، وعندماتجد الواحدة منا نفسها تعيش بين ذئاب يحاول كل منهم أن ينهش قطعة من لحمها ويهتك عرضها ـ أحيانا تحت غطاء وعد وهمي بالزواج يحاول من خلاله الحصول على مايتيسر له دون وازع اخلاقي ولاديني يردعه ـ وعندما يحاصرنا القهر والهوان والذل من كل الاتجاهات ولا تستطيع الواحدة منا الفكاك منه .. ماذا نفعل وقتها ؟!، الله وحده يعلم أننا لا نقدم على ذلك طلباً للمال دون اي اعتبارات أخرى ، ولكننا ضعاف نحتاج لمن يحمينا ، إن من نقابلهم في حياتنا من الشباب لا يبحثون إلا من هي كفء لهم يفضلون الفتيات الثريات الواحد منهم يبحث عمن لديها الوظيفة ذات الراتب الكبير والسيارة ويا حبذا لو لديها سكن ( يبقى خير وبركة) وفي سبيل ذلك يغض بصره عن عيوب كثيرة ، أما بالنسبة لي لمثيلاتي فلا ننجومن التعليقات السخيفة هذه الفتاة سمينة والأخرى قصيرة وهذه دمها ثقيل وتصطنع الحياء والخجل و هذه تبدو أكبر مني سناً واشعر أنها والدتي، وغيرها وغيرها من الصفات التي يلصقونها بنا ليهربوا من إحساسهم بالفشل وعدم التكافؤ الفكري والثقافي والشعور بالنقص

أقصد هنا بالتأكيد من لديهم الإمكانيات المتاحة للزواج وليس من هم غلابة مثلنا وعلى باب الله

ماذا أفعل عندما أقابل دائماً بالرفض من هم في مثل سني بسبب الحجج السالفة ، وفي المقابل أجد قبولاً ممن يكبرني في العمر بعشرين عاماًوأكثر ,اجد فيه الصفات التي لم أجدها في من هم في الأربعين بل والخمسين أني فقط لا أريد أكثر من أن أعامل كإنسانة ، أريد من يلملم أشلائي قبل أن يطأها بقدميه كل من هب ودب من حزب أنصار القبح والكذب والنفاق ، لقد تعبت قلوبنا وتشوهت نفوسنا ورغم .كل ذلك مازلنا قادرين على مواصلة الحياة متمسكين بمبادئنا وبإيماننا رغم كل شيء

الإسماعيلية 3/11/2010

"الآن اشعر أنه تم علاجي نفسياً في مستشفى ميدان التحرير ، حيث وجدت هناك أني لم أكن وحدي التي عانيت من الاغتراب والإحباط ، وجدت أن الألم والقهر قد وحد بيني وبين زملائي الثوار ، وأننا قد استعدنا أنفسنا وفخرنا بهويتنا ، وأننا جميعا لدينا حلم كبير مشترك يجمعنا ونسعى لتحقيقه وأنننا حتما سنصل إليه في يوم ما ..

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

وحشتيني

منذ فتحت عيناي على الدنيا رأيتك قوية ، ثابثة وصلبة كالجبال ، أبية وكريمة كالنخلة الأصيلة ، كنت تملئين مركزك دوماً في كل تجمعات العائلة .. الكل يعمل لك ألف حساب ، تملأين المكان حولك بالمرح والفرفشة .. وكأنك سيدة خلقك الله لتشيعي دوما المحبة والعطاء والخير لكل المحيطين بكِ..
جمعتِ بين عدة تناقضات .. ابتليتي بالأمية فوهبك الله ذكاءاً فطريا حادا يشهد به كل منن تعاملوا معك ، عوضك الله بطلاقة الحديث وحلو الكلام ، وهبك الروح الجميلة ، ومهارة في كل الأعمال المنزلية ،خلقك لتكوني سيدة منتجة تخرج من تحت يديها أفضل ملابس السيدات ..
لم أصدق ما رأيته عندما بكيتي ..سألت نفسي : هل ما أراه الآن حقاً ؟ لماذا تبكين يا جدتي الغالية ؟ .
هل تبكين من آلام الجلطة وما تركته من شلل في ذراعك؟ هل تبكين من آلام الوحدة وغدر الاحبة وتخليهم عنك في هذه الأوقات الحرجة ؟ هل صعبت عليك نفسك لإحساسك بألم فقدان الصحة التي تكسر وتذل نفس البني آدم خاصة من كان مثلك شعلة من النشاط والذكاء والحيوية ؟ هل تشعرين بالألم لبعد الأقارب والاحبة عنك بعد ما ظل بيتك لسنوات طريلة مفتوحا وعامرا للكل الغريب قبل القريب ؟ حتى في أصعب الظروف وأوقات الحروب والازمات؟
هل تذكرتِ الغدر الذي تعرضت له أنتِ وأمي إذ تركوكم تواجهون مصيراً مجهولاً في وسط صحراء سيناء ايام نكسة 1967 ، لتخرجا وحدكما ليس معكما إلا الله وحده وغلام يبلغ 11 عاما ودليلا يرشدكم في الصحراء برفقة جمل نحيل وهزيل للنجاة بأنفسكما من هول الهزيمة والانكسار وسط حرارة الشمس وكانت أمي وقتها طفلة لم يتعد عمرها 7سنوات ؟؟؟
أم تراكي تشعرين بالحنين لأول وآخر حب في حياتك الذي لم تحبي سواه طوال سنوات عمرك ! وهل تذكرتِ معاناتك من آلام فراق هذا الحبيب المخلص الذي عشت معه أجمل سنوات حياتك دون أن ترزقا بالذرية ، ثم ليختاره الله إلى جواره مبكراً إثر إصابته بالمرض اللعين ، ليفرق بينكما هادم اللذات ،ريا لقسوة هذا الاختبار الإلهي الذي اصطفاكي له الله .. وهل هناك اصعب علينا كبشر ضعاف من أن نُحرم من أحبائنا ونحن في اشد الحاجة إليهم وإلى لمستهم الحانية..لقد تركك هذا الشريك وحيدةً دون عائل لتصارعي تلاطمات أمواج الحياة بمفردك وأنت سيدة شابة وضعيفة لاحول لك ولا قوة !!!هل آلمك ما تذكرتيه من غدر أهله بك ؟؟ إنها طبيعة البشر على مر العصور القسوة على الضعيف .. والخوف من ذوي السلطة .. كانوا يخافونك عندما كان حياً يرزق .. وعندما رحل استفردوا بك في خسة ونذالة .. ربما ليزيد ذلك من أجرك عند خالقك !!
هل بكيتي لأنك تذكرتي كيف ابتلاكي الله بزواجك الثاني ، الذي فرض عليكي بحكم كونك أرملة شابة ووحيدة .. فتزوجته فقط استجابة لضغط أهلك عليكي ! هذا الزواج الذي لم تخرجي منه إلا بثمرة طيبة واحدة وهي أمي ، يا لتصاريف القدر الذي أراد لك الانتقال من العيش في كنف زوج حنون حرمه الله من الإنجاب إلى العيش في كنف زوج آخر قاسي القلب ويريد لك الله أن تنجبي منه هذه الأم الرائعة !! مازلت أذكر حديثك انت وأمي عن الجدة حماتك التي ظلت تدعو لك حتى آخر يوم في حياتها بالبركة في الرزق والعمر وأن يرض الله عنك وعن ابنتك الوحيدة ..
سامحيني جدتي الغالية. دموعك غالية عليّ جداً وأنا لن اسامح نفسي على لحظات تعاملت معك فيها بقسوة .. بغبائي لم أدرك طبيعة مرضك
نسيت أني في يوم من الأيام قد أمر بما تمرين به وقد أحتاج لرعاية خاصة مثلك ، لقد عوضك الله خيرا بأن اختارك في يوم جميل في فصل الربيع وسط صلوات الجوامع والكنائس وزخات المطر الناعمة ونسمات الربيع اللطيفة وكأن الملائكة قد هيأت السموات لاستقبالك ..
أحبك كثيراً ولن انس أبداً أني تعلمت منك الكثير الكثير .. رحمك الله .. ووحشتيني جداً

الجمعة، 3 يونيو 2011

دعوة من طاغور للتفاؤل

بمناسبة مرور 150 عاماً على رحيل الشاعر الهندي الرائع "طاغور " نتذكر بعض أبيات شعره

  • لطاغور في دنيا التفاؤل تعبير لطيف يكاد يربطه بروح الإسلام وتعاليمه ، وحيث المنزلة العلوية في الآخرة :

سلاماً يا فؤادي

ولنأمل أن يكون وقت الوداع

حلواً لطيفاً

ألا يكون موتاً بل كمالاً

وأن يذوب الألم في الذكرى

والألم في الأغنيات

وأن التحليق نحو السماء

ينتهي عند طي الأجنحة فوق الوكر

توقفي برهة أيتها النهاية الجميلة

وقولي لي في صمت آخر كلماتك

ارفعي مصباحك

ينير سيرك

طول الطريق..


  • وضمن وقفة أخرى يقدم تصوره المشرق المتفائل لنقلة الإنسان ، فرغم كل كبواته لا يفقد الأمل ببركة الإله سبحانه والمتمثلة في الكنز الخالد، كرمز للجنة :

وأمامه هو

الذي يسمو على كل سمو

انحنى

رغم أنني أنسى كثيراً أن أتغنى باسمه

إن بركة السماوات الصامتة

ونشوة الفجر الوليد

قد أصابتا قلبي

إن الموت يحمل إليّ تمامي

وحين تحين ساعة الوداع

أيها الموت ، أزح حاجبك

إن يدك أيها الموت لمفعمة

باللحظة التي أبدية

ويدك أيتها النهاية

لعامرة بالكنز الذي هو خالد

  • وفي عزائه عند الموت دعوة تفاؤل أخرى بالإقلاع عن الكآبة وسفح العبرات ضمن أسلوب زواج فيه لغة الرقة والعذوبة بصوت الحكمة الوقور :

يا أخي

لا أحد يعيش دوماً

ولاشيء يبقى إلى الأبد

فاحفظ ذلك في ذاكرتك

إن الزهر يذبل ويموت

ولكن حامل الزهور ينبغي ألا يبكيها إلى الأبد

"من كتاب طاغور الجانب الإيمان يتقديم سهيلة الحسيني

الخميس، 2 يونيو 2011

أنت اللي ماذا بعد يا دكتور؟

بعد الخامس والعشرين من يناير 2011 (أعترف بأني خلالها لم تنتابني أي مشاعر وطنية نهائياً) عادت الروح إلى الجسد (كيف لست أدري . فأنا لم اشعر بها تعد لي حتى الآن!! صدقوني )بعد أن اقتربنا في الحقيقة من الفراق (عن إيه ومين برضه مش عارف ياريت ماتحرجونيش بالسؤال )لكل معاني الانتماء ، وضياع القدوة (أكيد بسببي وبسبب أمثالي من الانتهازيين والمنتفعين من شلة جمال مبارك) وغياب التربية واسس المواطنة (أيضا بسببي ربما لأني لا استغن أبدا طول مدة خدمتي في الجامعة عن البلطجية والموظفين من الصنفين الطبالين والمرتزقة الرعاع)الذين يدعمون كل مواقفي الخاطئة قبل الصحيحة .. والذين استعملتهم معي في انتخابات مجلس الشعب 2010 والتي رسبت فيها رسوبا مدويا

عادت الروح إلى كل ميادين مصر لتضخ داخلنا دماءاً تزداد في عناصر تركيبها الصلابة والرسوخ على مباديء الصبر والوعي والحرية التي بها (بالإضافة إلى الانتهازية والنفعية والتملق)التي تتحقق بها الأحلام

"بقلم رئيس جامعة قناة السويس 2-6-2011

دأ اليوم بالنسبة لي هاديء وخالٍ من اي شوائب ، كلفت في عملي بمهمة أديتها ثم عزمت على التوجه إلى أحد مكاتب تصوير المستندات التي تؤجرها الجامعة لخدمات الطلاب ، قبل خروجي من باب المكتب قابلت تلك السيدة التي تعمل نائب رئيس تحرير جريدة القناة في مدينة الإسماعيلية ، هي مكلفة -من قبل نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة الذي أعمل سكرتيرة تنفيذية في مكتبه ومن قبل رئيس الجامعة د.محمد الزغبي- برئاسة تحرير مجلة تصدر باسم قطاع شئون البيئة بالجامعة وكان لقائي بها بداية تحول مسار اليوم من الهدوء إلى المقالب والمشاحنات والزوابع !!!
أعطتني السيدة مجموعة أوراق وطلبت مني كتابتها على الكمبيوتر .. أوراق كثيرة حوالي 8 , 10 ورقات عبارة عن مقالات مطلوب وضعها على المجلة .. طلبت من أحد زميلاتي مساعدتي وأتت بالفعل ، وبدأنا الكتابة بعد تقسيم الأوراق بيننا بالتساوي .. فوجت أول ورقة ضمن مجموعتي مقالة مذيلة باسم رئيس الجامعة ، وياللعجب فالمقالة تتحدث عن ثورة 25 يناير ، ولا أعلم لماذا أنا بالذات من وقعت هذه الورقة في يده .. تأملتها ولم تطاوعني يدي بعدها ان اضغط على زر واحد من الكي بورد لكتابة هذا الهراء ..وأنا بالذات من يعلم جيداً جدا موقف هذا المنافق من الثورة في بدايتها .. ولو أن اي إنسان في مكاني عنده ذرة ضمير ما طاوعه ضميره ليكتب هذه الكلمات .. وهل يا سيادة رئيس الجامعة تذكرت اليوم فقط أن ترد لشهداء الثورة اعتبارهم ، وأنت من تحرض مديرين مكاتبك والمرتزقة من أتباعك -الذين ينهبون اموال الجامعة (عيني عينك) لمجرد أنهم مسنودون من جانبك- على توجيه سيل الإهانات والاتهامات بالعمالة والخيانة للوطن لشهداء الثورة ،وللذين يتظاهرون في كل ميادين مصر ومنهم أنا الذي اعتبر دوري صغيرا جدا ومحدودا جدا جدا إذا ما قورن بما قدمه الشهداء ومصابو هذه الثورة الرائعة
أحقا تذكرت اليوم وبعد انقضاء أكثر من ثلاثة شهور على تنحي مبارك أن تذكر شهداء مصر بخير .. أتريد أن اذكرك بما حرضت به زملائي في المكتب قبل التنحي من عدم الكلام نهائياً عن كل ما يتعلق بالشأن السياسي وكل ما له علاقة بتأييدي للثورة خوفاً على مصلحتك ودفاعا عن حقك في ان تحصل على حقيبة وزارية أنت تعلم جيدا -قبلي وربما أكثر مني - أنك لا تستحقها ..!
عفوا لن استطيع مجاراتك ولا أعوانك في النفاق والكذب والتدليس ، لم أجد نفسي إلا وانا أتصل بأحد زملائي من الصحافة المستقلة أطلب منه المشورة ، فقال لي لا تكتبيها وأوصلي هذه الرسالة لرئيس الوزراء د.عصام شرف ، حتى يعلم وحتى يتجنب عدم وضع رئيس الجامعة في اي منصب ، ولكن كيف افلت من هذا الموقف الصعب ؟ كيف وهم يحاولون توريطي بإعطائي أمرا بأنه يجب تسليم هذه المقالات مكتوبة إلى شبكة الجامعة لتحميلها ونشرها اليوم وقبل انصرافنا عن العمل حيث أن أمامنا يومين عطلة وهما الجمعة والسبت ..
ماذا أفعل ؟ ماذا أفعل ؟ أقطعها ؟؟ لا لن أقطعها . هل اسكب عليها كوب الشاي او النسكافيه ؟ لا سأتهم بالإهمال وبأني أتعمد عدم كتابتها .. اأتركها لغيري يكتبها .. لا فكرة ليست صائبة وتفكير سلبي .. دبرني يارب ، لا بد أن أؤمن نفسي أولاً حتى لا تبدو مقصودة ، وحتى اشككهم في نفسهم ، فأنا لا ارغب في أن اؤذي أحدا ولكن سأتعامل معهم بنفس أسلوبهم الحقير الذي طالما اتبعوه معي ، لا ارغب إلا في تشتيتهم كما كانوا ومازالوا يفعلون معي .. لا أريد إلا أن أحدث معهم نوعاً من البلبلة والاضطراب .. فهذا من وجهة نظري أقل واجب وأقل جزاء يستحقونه على ما فعلوه بي طوال السنة الماضية دون وجه حق ولا لشيء إلا ليثبطوا عزيمتي ويشعرونني باني موجودة فقط ليس لخدمة الوطن ولكن لخدمة مصالحهم الشخصية ومصلحة النائب ورئيسه
يالها من فرصة زميلتي امامي ولكنها مستغرقة في العمل إذن سأضع هذه الورقة في ثنايا ملابسي كما النساء في الأحياء الشعبية .. وهي حيلة تقليدية تعلمها كل النساء ،فهذا المكان السري طالما يستعملونه النساء للحفاظ في أحيان كثيرة على مقدراتهم .. وطالما من قبل استعملتها حفاظاً على أموالي بعد أن سرق مني ميلغا ماليا منذ عام وانا في المكتب وكان هذا المبلغ أكبر من نصف راتبي المتواضع ، ولم تأخذ بسارقي أي شفقة بي .. وهو من المؤكد من زملائي في المكتب .. إذن البادي أظلم .. (مش خسارة فيكم أبدا ) وباشكرك جدا ايها الزميل فانت من تجبرني على الإصرار على موقفي !!!!!!
واتخذت القرار بسرعة واستمريت في الكتابة في مقالة أخرى بعيدة عن الثورة ، ثم ذهبت إلى دورة المياه وعدت لأعمل فيها عبيطة وأتساءل:"أين مقالة د.الزغبي ؟ هل اخطأت لأني تركت مثل هذه الورقة على المكتب
ثم بدانا عملية البحث الشاق والمضني عن هذه المقالة . وأنا ادعو الله ألا تسقط من بين ملابسي .ز يارب استرها معايا .. يارب انت عالم أني لا اريد إلا محاربة النفاق والكذب ..
واستمر البحث حتى عاد النائب من اجتماعه مع الرئيس ليطلب الورق ولمحت في عيون زملائي الرعب من أن كيف يأتي الدكتور يطلب الورق المطبوع لمراجعته ليجده ناقصا ؟ وما هي الورقة الناقصة إنها مقالة رئيس الجامعة شخصياً . أي ليس خبراً صغيراً والسلام لو سقط من المجلة لن يؤثر ورغم ذلك لم أتخل عن موقفي تظاهرت بالحزن وبأني اشعر أنها مقصودة من أحد زملائي ليضعني في موقف محرج وشاهدت كيف يضربون امامي أخماساً في اسداس ، الذعر انتابهم .بحثوا معي في كل مكان تحت المكتب وفوقه ، تحت شاشة الكمبيوتر وتحت الطابعة .. أتخافون كل هذا الخوف من اشخاص مثلكم ؟ ألهذا كنتم ومازلتم تمارسون علي ضغوطا مختلفة من حين لآخر لتجعلوني أغير مبادئي وافكاري .. أمن أجل رئيس الجامعة تحاربونني ؟ هل يستحق إرضاء المسئول أن تدوسوا عليا وعلى امثالي باقدامكم ؟ أمن أجل رئيس الجامعة وخاطره منعتموني من اسبوع من حضور أحد احتفالات افتتاح مشروع كنت انا المسئولة عن الإشراف والمتابعة مع مندوبي الدولة الأجنبية المانحة لميزانية هذا المشروع ، وعمل الاتصالات اللازمة معهم ..؟ وهل كل هذا حفاظاً على استقرار الجامعة .. التي تزعمون أني أهدد استقرارها بخروجي للمظاهرات .؟ وماذا تسمون من سرق كابلات التليفون من الجامعة هل هؤلاء ومن يدعمونهم؟
أنسيتم أني منذ يومين فقط كنت لا ازال متهمة بأني أحرض على الفساد وعلى زعزعةالاستقرار .. كما أنه اتضح بأني من اصحب الأجندات ومدعومة من إسرائيل (ماعرفش بأمارة إيه ، العيشة المترفة اللي انا عايشاها .. ولا العربية آخر موديل ولا عشان ما انا ساكنة في بيت يعتبر آدمي والمفروض إني أعيش في خرابة )

صدقوني حتى هذه اللحظة لم يخطر أبدا ببالي أن أقدم على تصرف كهذا ، ولكنها ربما روح الثورة التي أتمنى أن تظل مشتعلة بداخلي ، فقد سئمت العبودية والخوف ، واصبحت الآن على يقين انه لم يعد هناك من داع لأي من هذه الترهات ، ومن البداية لم يكن لها داع لوجودها في نفوسنا ( لأن العمر واحد والرب واحد والرزق مكتوب عند رب العالمين وهو يقسمه بحكمته )..

لقد آلمني مشهد زملائي وهم كالفئران المذعورة ..لقد رأيت العبودية تتجسد امامي في اوضح صورها .. ، هل هذه مكتسبات عصر الرئيس المخلوع ؟ أن نظل نساق كالبهائم . وأن نظل نخاف ونرتعد من اي مسئول حتى لو كان فاقداً للشرعية مثل السيد رئيس الجامعة .، وحتى بعد أن قدم حوالي ألف شهيد مصري أرواحهم حتى نعيش بحرية وعدل وكرامة .. وحتى لا تنتهك آدميتنا ثانيةً ..
أتمم مقالي بنداء إلى زملائي :" إني أناشد فيكم بقايا الضمير .. أرجوكم أفيقوا إننا نعيش الآن وضعاً مختلفاً لا مكان فيه للخائف ولا للجبان !! أرجوكم أفيقوا ماذا تنتظرون لاستعادة آدميتكم المهدرة !! إن مصر تشهد مخاضاً عسيراً لوليد جديد بقدومه ستشهد مصر بداية دخول عصر جديد من الديمقراطية والنهضة أرجوكم لا تجهضوا مصر بجبنكم
دعوا المخاض يتم
فنحن كلنا في انتظار هذا الوليد بفارغ الصبر

الخميس، 5 مايو 2011

قرب واتفرج .. سيرك فلول الوطني

زعلانة قوي إن فاتني اصور لعب الفلول اللي عالمكشوف ، بجد مشاهد حية ومعبرة جدا عن الوطنية الخالصة . الواحد فعلا بيحس جنبهم إنه ولا حاجة .. الفرق الوحيد بينا وبينهم إنهم بيعرفوا يعبروا عن وطنيتهم بقوة اكتر مننا .. بالزعيق و التسقيف والتهليل .. تلاقي الواحد منهم عامل زي اللي عليه بيضة قايم قاعد .. ودايما متحفز وحاسس إن فيه ايادي خفية بتلعب في قفاه أو قفا الوطني اللي جنبه .. فاتلاقيهم مبتكرين جدا في مجال تكنولوجيا حماية القفا..

والله بنفسي لقيت كل واحد منهم دايما يبص وراه لو سمع دبانة معدية .. لو صوت خبطة خفيفة .. ماهم يا جماعة مستهدفين برضه وليهم حق يحافظوا على قفاهم بعد حكم المحكمة اللي صدر بحل حزبهم الغير مأسوف عليه .. الضربة كانت شديدة وهم مش واخدين على كده قفاهم مش واخد على الضرب ، هم واخدين بس على إنهم يضربوا على القفا وتحت الحزام . ويشوهوا سمعة اللي يتجرأ ويعارضهم .وطبعا هم أكيد أخذوا على إيدين حبايبهم ميليشيات أمن الدولة تدريبات مكثفة على كيفية حماية القفا في حالة اقتراب الخطر وعنوان الدورات دي " كيف تحمي قفاك من العيال المشاكسين والمعارضين اللي بيعضوا ايدين اسيادهم"..وضحكني جدا اسلوب السيد عبد المنعم عمارة في إن ثقافته انجليزي وعنده معاناة شديدة جداً في ترجمة كلمات مش عارف معناها بالعربي ياحرام!! فكرني جدا بالمرحوم أحمد شفيق بتاع الفورسيزون والبومبوني ، رغم إن فيه نسبة كبيرة من اللي قاعدين مش على نفس مستواه الفكري .بصراحة الموضوع ده خلاني أتعاطف معاه جدا .. مش خسارة الراجل يتعب نفسه ويقعد ساعة ونص بحالهم مع ناس معظمهم مش فاهمينه ومش قادرين يتواصلوا معاه ، يعني مضمون كلامه ماوصلش غير لنسبة 20% من الموجودين .. أنصحك يا دكتور عبد المنعم تاخذ آنتي ديبرسنت بعد ماتروح عشان تقدر تواصل مسار الحوار الوطني لدفع عجلة الإنتاج الرخمة اللي مش عايزة تتعتع من مطرحها ولا البنت العانس

نخش بقى في السيرك وفعالياته .. كان فيه واحد طول مانا باتفرج عليه ومش قادرة ابطل ضحك بجد الراجل ده موهوب ومجاله مش السياسة خالص حرام والله . أولا السؤال اللي انطرح عليه كان: احساسك بعد الثورة هل أنت متفائل أم متشائم ؟

الإجابة الرائعة من المواطن كانت: إيه بس يا جماعة ، مين جاب سيرة اخبار وحشة تشاؤم إيه وبتاع ايه ، العملية ماشية زي الفل وآخر حلاوة .. جرى إيه يا ثورة يا مضادة مالكم في ايه يا جدعان هو احنا كنا نحلم إننا نلاقي حسني مبارك بيتحاكم ؟؟؟؟

الكلام بتاعكوا ده خِطر قوي على مصر مش كده بالراحة علينا ..

بعد ما عمنا اللذيذ خلص جه وراه واحد أنقح منه أولاً هو مبتكر جدا وبرضه خهو خسارة في السياسة وقرفها .أخينا ده بعد ما وقف ورا المنصة ومسك المايك لف السلك على ذراعه ومسك طرف المايك التحتاني بين آخر صباعين (الخنصر والبنصر) في إيده في مشهد كان نفسي اصوره بجد لأن اي كاتب كوميدي كان لازم يحطه في فيلم من افلامه .. وغالباً والله أعلم هو كهربائي لأن في علاقة حميمية جدا بينه وبين الاسلاك بشكل عام (مع احترامنا للكهربائية المحترمين) وطبعا أكد في بداية حديثه وحلف بأغلظ الأيمان إنه من ائتلاف ثورة 25 يناير ، قلت بيني وبين نفسي بتحلف ليه يا اهبل ماهم كل اللي قاعدين ثوار زيك ومصدقينك ياخويا من غير ماتحلف (يابن الكذابة انت وهُمّه )، وتقريباً كرر كلام من نفس عينة زميله اللي سبقه

واحدة جت وراهم عاملة اسبانش شيك جدا وحلق تارة وريش تركواز في كم البلوزة السودا وحاجات كتير مشرشبة ، حاجة تري شيك ، وبجد دي قطعت قلبي البنت كانت ضمن ائتلاف ثورة 25 يناير زي زميلها اللي سبقها ، وكانوا في مقابلة مع المحافظ قبل السيرك (اقصد الصالون) والبنت ياعيني مصدومة من مستوى الناس اللي راحوا معاهم يقابلوا المحافظ ، قال: لقينا ناس غريبة قوي دخلت معانا عند المحافظ واتهجموا علينا وشتمونا وكانوا حايضربونا .مادوناش فرصة إننا نعرض مطالبنا عليه ، وانا مش فاهمة ازاي المندسين دول دخلوا بينا ، وازاي يتعرضولنا بالشكل ده (وشوية شوية كانت حاتقول هم مايعرفوش إننا حزب وطني ولا إيه وإن فلول أمن الدولة بتدعمنا في شغل البلطجة والثلاث ورقات، غالباً هي نسيت إن الحزب اللي هي منه لسه محلول بقاله فترة قصيرة ) بصراحة انا بعد ما الصالون اتقفل كنت عايزة احييها على الشياكة وحسن اختيار الجمل والتعابير القوية الرنانة

طبعاً كان العرض غني ومتنوع مابين عروض الطواويس مكسورة الانف وطبعا شجعان السيما اللي ضاربين البانك والصبغة ومسبلين عينيهم ، قرود الجبلايات ،مطربين الموالد ، المنولوجستات اللي خلوني اقول بيني وبين نفسي الله يرحمك يا سمعة انت وشكوكو

وكل سيرك وانتم طيبين

الاثنين، 25 أبريل 2011

مكتسبات الثورة

  • إن ماما بطلت تهزأني بعد اطفش اي عريس
(وحشني جدا تهزيء ماما ليا بعد الموقف ما يعدي والعريس يروح ولا يرجعش تاني ..
  • كنت دايماً قبل الثورة باردد مثل " اللي يخاف من الوطني يطلع له ولو حتى في صورة عريس !!!فعلا من علامات النحس الدكر اللي كان صايبني إن معظم العرسان اللي كانوا بيحطوا عندي منتمين للحزب الوطني ، حتى واحد منهم كان بيدير الحملة الانتخابية لمحمود عثمان في الإسماعيلية .. دلوقتي الحمد لله ربنا كسفهم وماعادش حد فيهم جاي له نفس لا يتجوز ولا حتى يعاكس ! :)
  • إني الحمد لله بطلت أخاف ، باعبر عن رأيي بحرية ومن غير ما اسيء للي قدامي ..
  • تطبيقا لشعار ارفع راسك فوق انت مصري .. دايماً بقيت وانا ماشية لوحدي أقول : أنا مش قصيرة وقزعة انا طويلة وقمر وأجنن ويخربيت جمالي (وجمال مبارك ياللا بالمرة)
  • قبل الثورة كنت بعاني من كوابيس .. دلوقتي عندي أحلام كتير قوي والمشكلة مش عارفة أبدأ منين ..
  • بطلت آخذ مهدئات
  • باحمد ربنا كل يوم ألف مرة على إني ماستفدتش من النظام السابق .. حتى التعليم الأساسي - اللي بيعايروا التلاميذ بيه ورغم إنهم غيبوا بيه وعيهم وجاروا بيه على مواهبهم وقدراتهم - اتعلمته برا مصر .. ونفسي وبادعي ربنا إن كل الأطفال المصريين يتعلموا نفس التعليم اللي اتعلمته وانا صغيرة .. التعليم اللي هدفه بناء الإنسان وتنمية مهاراته ..
  • اصبحت أكثر تفاؤلاً رغم إن لسه الصورة فيها شوية ضباب ، بس من وراه شمس منورة وساطعة .. وأكيد عندي أمل في بكره أحلى مش بس ليا لكل المصريين .
  • عرفت من معاملة الشرطة ، ومن سواق الاوتوبيس وسواق التاكسي والعمال الغلابة إن المصريين من أفضل الشعوب في العالم .. عرفت معنى المواطنة .. عرفت إن كلنا ماكناش حاسين بآدميتنا ولا بقيمتنا كمواطنين .. دلوقتي عرفنا احنا مين ، عرفنا إننا نستحق الافضل .. عرفنا وتأكدنا إننا ماكناش عايشين .. ودلوقتي بنعيش وبنبني بلدنا وبنعمرها كل واحد في مجاله .. بروح إيجابية وحب وإخلاص لبلدنا
  • وأخيرا كل ما نحقق إنجاز واجب علينا نفتكر الشهداء والمصابين اللي قدموا أرواحهم عشان نعيش حياة أفضل .. ربنا يصبر أهاليهم ويلحقنا بيهم في الجنة ..

الأحد، 17 أبريل 2011

حكموا ضمائركم

ارجوكم يا شباب وأخواني الأعزاء .. اسمعوا لصوت العقل ..ياريت ما حدش ينسى إن البرادعي من أوائل من نادوا بالتغيير .. والنظام السابق حاربه بشراسة ومن حقارة شلة مبارك إنهم شوهوا سمعة بنته بالباطل زي ما فضحوا مبارك بالصور التعبيرية ،، يظهر إنهم كانوا زي العيل اللي فرحان ببرنامج فوتوشوب وعمال يلعب ويجرب .. فهو اللي اتفضح .. وفي الآخر ادعوا ربنا اننا نحافظ على وحدتنا ويولي علينا الصالح أيا كان .. ممكن تدعوا بدل ما نقعد نشكك..

وماتنسوش إن الحديث سابق لأوانه . وإن من مصلحة الفلول إنها تبعترنا وتفرقنا لازم نتحداهم .. ونثبت إننا اهل للديموقراطية و‘إن من حقنا نجري ورا حلمنا بمصر جديدة أجمل بينا وبجهودنا وعرقنا وإخلاصنا ..

استشهد هنا بجزء من مقالة لد.محمد المخزنجي .. الذي يعتبر من الشخصيات النزيهة والمحبة بل والعاشقة لمصر :

"قلت إننى لطالما تمنيت أن يكون فى سدة الحكم رجال كالدكتور البرادعى أو الدكتور محمد غنيم أو غيرهم من المصريين الأفاضل ذوى المصداقية الواضحة والصلابة الأخلاقية والإيمان برفعة القانون وبهاء العدالة والعدل. أناس هم طلاب حق لا سُلطة، إلا لو دعاهم إليها داعى أداء الواجب، كونها تكليفا لا تشريفا، ومغرما يستحق التضحية لا مغنما يدعو إلى المزاحمة. باختصار نحن فى هذه المرحلة المتوترة والمضطربة أشد ما نكون حاجة للرجال الضمائر، والدكتور البرادعى نموذج لهم، وينبغى الآن أن يظل كذلك، لهذا رجوته ألا "

يستجيب الآن لدعوة الداعين إلى إعلانه نيته الترشح للرئاسة.

تعقيب صغير جدا على ما قاله د.المخزنجي "أريد رئيساً مواطنا عادياً .. كفايانا كاريزمات .. وزعامة فشينك"

حكموا العقل أرجوكم ولا تتسرعوا في الحكم على شخص أيا كان ..

مصر بحاجة لوعينا وثقافتنا ويقظتنا

كلمة أخيرة للشباب

حكموا ضمائركم ..

وحافظوا على ثورتكم

الاثنين، 11 أبريل 2011

إحساس طبيعي بالقرف

إحساس طبيعي بالقرف

أصدقائي الأعزاء .. من حقكم تسألوا ليه حاسة بالقرف الشديد ..

تخيلوا نفسكم مكاني وعيشوا معايا هذه الأجواء ، اللي بيسموها الثورة المضادة .. وياريت اللي عنده اقتراح مناسب يتقدم لي بيه فوراً ومن غير تردد .. أرجوكم ساعدوني لأني لأول مرة في حياتي أعيش يوم غريب زي كده .. لسه مانتهاش وبادعي ربنا من قلبي إنه يعدي على خير ..

تخيل نفسك بتشتغل في جامعة .. المفروض إن الجامعة مكان للعلم ولنشر القيم الإنسانية السامية والنبيلة .. وتتفاجيء - طبعا انا اكتشفت إني الحمد لله رغم إني باشتغل في الجو الموبوء ده بقالي 10 سنين تقريباً إلا أني لسه بريئة وساذجة الحمد لله :)- إن رئيسها اللي بدرجة أستاذ دكتور وقاعد مرزي على قلبنا بقاله 5 أو 6 سنين مشغل تحت إيديه من شلة منتفعينه وقرايبه قوادين وإيه معينهم في أحسن أماكن (منهم مثلاً مركز اسمه تطوير التعليم الجامعي ) رغم إني متأكدة 100% إن مؤهلاتهم معدومة ومشهود لهم من الكل بإنهم جهلة وأغبياء بجدارة ، ده غير طبعاً إنهم لزجين وسخفاء ولما تيجي تتعامل معاهم - وبالذات لو انت ربنا مبتليك بإنك أنثى مش ذكر وبالذات لو مش محجبة - تبقى حاسس إنك خلاص حاترجع من كتر السماجة والتلزيق .. ده غير الابتزاز المفضوح والضغط عليك بإن مافيش مصلحة ممكن تتقضي ليك إلا لو استسلمت لرغباتهم الحقيرة .. لو بنت مافيش قدامك غير إنك تعصري كام لمونة عشان المصلحة - اللي هي المفروض حقك الطبيعي - تمشي وتتقضى (لأنه ضعيف قدام الجنس اللطيف )

ولو راجل مافيش قدامك غير الرشوة والسجاير .. وإنهم ينتهكوا آدميتك عشان يحولوك لعبد ليهم .

تخيلوا بقى دول رد فعلهم حايكون إيه في الظروف اللي بنعيشها دلوقتي ، والثورة اللي زلزلت الأرض تحت رجليهم ، مع العلم إنها مهزوزة من الأول لأنهم لو عندهم ذرة فهم وإحساس ودم كانوا عرفوا إن الحزب الوطني زي ما إداهم (هو وريسه ووالي الحسبة المحبوس حالياً أحمد عز ) صابونة كبيرة جداً واستخسر فيهم مقعد البرلمان في المجلس الفاشل المنحل ووقتها اللي كسب ضابط شرطة برتبة لواء بحكم إن الرشوة والنفوذ هما سيدا الموقف قبل 25 يناير كان برضه حايديهم صابونة تاني وتالت وعمره ما كان حايديهم اللي هم بيحلموا يكسبوه على قفانا احنا الموظفين الغلابة ولاد البطة السودا ،، رغم إن جيلي والجيل الأصغر مني هم اللي بيشتغلوا بجد وبيرضوا ضميرهم من غير ما يكون العائد المادي يكفل لنا الستر والرضا اللي نستحقه ، يعني بيمصوا دمنا و ننطحن في الشغل ومرتبنا الحمد لله مش كبير وراضيين وكمان هم شايفين إن ليهم السيادة علينا لمجرد انتماءهم للحزب الفاشل (الوطني ) وبيفردوا سلطتهم علينا من غير اي اعتبار لأننا بني آدمين نستحق إن ماكانش تقدير مادي فعلى الأقل التقدير المعنوي .. مش مصدقة إنهم للدرجة دي عديمي الكرامة والإنسانية !!!

وانا باتشرف إني من الموظفين الغلابة محدودي الدخل الغير مرضي عنهم من الحزب إياه ، وباحمد ربنا جدا إن ربنا نورلي بصيرتي وماخلانيش أقبل على نفسي إني أكون ضمن فلول الحزب الوطني .. رغم إن مندوبين الحزب الواطي ده كان بيتحايل علي أنا وغيري عشان نطاطي ليهم وندخل في زمرتهم وناخد عضويته اللي الكل بيتبرى منها دلوقتي ..

كانوا بيتهمونا إننا شباب بلا طموح .. وماعندناش انتماء ، وطايشين

ييجوا بقى الإخوة الأفاضل اللي بيتهمونا واللي هم نفسهم من أصحاب مبدأ الولاء للشخص - مهما كان الشخص ده خاين لبلده وفاسد - دلوقتي يتفرجوا علينا واحنا بتخرج لنا تعليمات وتنبيهات بعدم التصريح بتضامنا مع الثورة عشان خاطر مشاعر الدكتور المحترم - الطاهر النظيف- ماتتجرحش ونكون بنقف ضد مصلحته وضد ترقيه لمنصب وزير ، هي الناس دي ليه مصرة تعيش في غيبوبة ؟؟ ده حتى التليفزيون المصري والجرايد القومية بدأت تغير مسلكها .. ( وبالمناسبة حسسوني إنهم كانوا مساجين قلعة إعلام صفوت والفقي وبعد ما ربنا كرمهم وخرجوا من السجن قرروا يسلكوا سلوك حسن يمكن ربنا يتوب عليهم ) ودول سبحان الله بصراحة فيهم ميزة برضه وهي إنهم ماتحولوش ولسه بيشككوا إن فيه ثورة وإن مبارك حايرجع يحكم تاني ، والحقيقة إن اللي هم بيعملوه ده في مصلحتنا .. مادمتم مصرين على مبدأكم ومصرين تراعوا مصلحة رئيس الجامعة والمحافظ ومدير الأمن حتى ، فا يالا حلال عليكم ، وأقل عقوبة هي فعلاً إنكم تتمنعوا من المشاركة السياسية لفترة ماتقلش عن 5 سنين ( أقل واجب) لحد ما الدورة البرلمانية الجاية تعدي على خير ويتغير المحافظ مرتين ..

(ياللا عشان ماتلاقوش حد تنافقوه يمكن تنسوا عادة النفاق السيئة اللي تغلغلت جواكم وبقت زي التدخين الإقلاع عنه مؤلم وبيوجع جدا جدا ..

بس معلهش أهو اتهام باتهام مش انتوا بتقولوا علينا طايشين احنا بقى شايفين إنكم خطر على مصر ولازم وأقل واجب تيجيوا على نفسكم خمس سنين يبقى مالكوش فيها وجود في الساحة السياسية لغاية ما نعدي المرحلة دي بنظافة ومن غير ما تجيبولنا حسني مبارك تاني ..

وتفضلوا تغتالونا كل الباقي من عمرنا زي ما اتعودتوا طول السنين اللي فاتت ..

لأ وبجد ضحكتوني جداً لما زعلتم من كلمة فلول ..وحاسين إنها شتيمة وقبيحة كمان ، فعلاً اللي على راسه بطحة الوطني يحسس عليها لمدة 5 سنين قدام ..

بجد بادعي ربنا إن الناس دي تبطل تنشر ثقافتها الفاشلة وتسكت وتهدأ شوية، بجد كفايانا جهل وقبح كانوا بيقولوا إننا بنشر آراءنا ومطالبنا بالحرية والديموقراطية بنشوه سمعة مصر ( والله برضه لينا الشرف إن كان تشويه سمعة الحزب الوطني في نظركم هو تشويه لسمعة مصر).

حرام عليكوا بجد بدل مانتم فاضيين وعمال تنصحونا بإننا مانتضامنش مع الثورة عشان الاستقرار ، ماتشتغلوا انتوا وورونا شطارتكم ، على الأقل ساعدونا بدل مانتم سايقين في النطاعة عالآخر كده .. ومابتبطلوش طول اليوم مشاكل ونكد وطبطبة على سيادة الريس ،،وتخويف فينا وتهديد لينا بإن جواسيسه منتشرة و مطلوقة علينا ، وفروا مجهودكم في الطبطبة والمحلسة لواحد أيامه بقت معدودة في مكانه واشتغلوا وانتجوا ، مش بتقولوا إننا وقفنا عجلة الإنتاج بتظاهرات يوم الجمعة ، زقوها انتم واحنا نزق معاكم .. لأنه والله لا هو ولا غيره حاينفعوكم ، خللوا عندكم ريحة الدم وبدل ماتتنحرروا علينا افتكروا إنكم مصريين ، افتركوا إنكم مواطنين ليكم حقوق وعليكم واجبات وبدل ما تنصحونا إننا بس اللي نشتغل زي تيران السواقي وانتم قاعدين تتفرجوا ساعدونا يساعدكم ربنا يمكن ربنا ساعتها يشفي عنكم أمراض الكسل والرخامة والمريسة عالفاضي ..

والله احنا ماحناش وحشين ولا غاويين نعطل عجلة الإنتاج ، وعربة الاقتصاد وحمار الشغل .. لكن ورونا الشطارة والهمة على الأقل ما نحسش اننا لوحدنا اللي نفسنا مقطوع طول الاسبوع .. مش يمكن لما تراجعوا نفسكم تشوفوا بلدكم بطريقة مختلفة ، وساعتها تحسوا ببركة في الرزق وشفاء من العلل والأمراض اللي سكنت جواكم من كتر مخالفة الضمير واسترضاء الرؤساء وركوب كل موجة على حسابنا ..

أرجوكم أعيدوا النظر في حياتكم ، افتكروا إن مصر مش عزبة دي بلد ..

البلد مش رئيس أيا كان - أحسن تقولوا إننا شمتانين في حسني مبارك ولا حاجة أو بنحقد عليه اكمن هو مليارات وقصور كتير واحنا ماعندناش غير الستر الحمد لله- البلد يعني أرض وشعب ، تاريخ وحضارة ، والشعب يختار حكومة ورئيس يحكمه بما يرضي ربنا

والشعب من حقه يختار الحاكم ومن حقه كمان إنه يسقطه وقت ما يلاقيه قاعد مالوش لازمة .. ومابيعملش إنجازات ترضيه على أرض الواقع .. وزي ما سنة ربنا في الكون هي التغيير .. فسنة الحياة التغيير ، مافيش حاجة دايمة غير وجه ربنا الكريم ..

تخيلوا نفسكم ليكم ابن استشهد أو اصيب .. أرجوكم حكموا ضمايركم ..

وإذا كنتم فعلا مع الاستقرار ساعدونا .. ما تصدقوش الوهم اللي بيقول إن حكم مبارك أحسن .. لو كان مبارك حقق الاستقرار لكل المصريين بالمعنى الحقيقي ليه ماكناش بقينا في حاجة لثورة ..

حكموا ضمايركم أرجوكم .. ولنا الله ..

برضه مصرة على طلبي منكم ومشورتكم يا أصدقائي الاعزاء ..