السبت، 12 يناير 2013

النهضة والروج



الحياة بالنسبة لنا كلنا رحلة .. وطوال هذه الرحلة نمر بمطبات ومراحل قاسية واختبارات ..ترى كيف نستطيع النجاح في رحلة الحياة وأن نخلق لها معنى ونتجاوز خلالها عن كل الإحباطات  والإخفاقات التي نتعرض لها الفلاسفة ينصحوننا بقولهم :" إن لم يكن للحياة معنى فلنخلق لها معنى "كل منا يحاول التحايل لإيجاد معنى لحياته .. ولما يقوم به من عمل .. عن نفسي أجاهد وأقاوم بكل شراسة عدم الفشل ، وأن أصبر نفسي على ما ألاقيه يوميا من استفزازات لا تنتهي بأن يوما ما سأصل لبر الأمان .. "معلهش شوية تعب دلوقتي وبعد كده مسيري ارتاح ، معلهش ما بعد الضيق إلا الفرج  ، ومفيش حلاوة من غير حتى لو مرحلة النار طولت لأن حظ جيلي الغلبان كده "
أحاسب نفسي بقسوة على اندفاعي وزلات لساني .. إن المواقف التي يتعرض لها الواحد منا أحيانا تكون من القسوة والغباء بحيث من المستحيل أن تصمت وتملك غضبك أمامها ..أسخف ما يواجه به المرء هذه الأيام هو أن يجد نفسه يضيع الكثير والكثير من الوقت في الدفاع عن وجهة نظره تجاه بديهيات .. والأفضل من إضاعة الوقت في مثل هذه الموضوعات هو استغلال الوقت في القراءة ، في تنمية المهارات ، في اكتساب مهارات جديدة ،في إيجاد عمل إضافي إن أمكن .. في القيام بحملات توعية وأنشطة تفيد المجتمع خاصة البسطاء والأميين منه ..
من المدهش في ظل كل ما نعاني منه من تحديات ، أن تجد السادة الذين كانوا يروجون اثناء الانتخابات الرئاسية لمشروع النهضة يصبون اهتمامهم الآن على قضايا تافهة وفرعية ويتركون القضايا الجوهرية !!
على المستوى الشخصي تحدث لي هذه الأيام مواقف عجيبة .. 

 كثيراً ما ألقي اللوم على نفسي وأشك فيها واقول : ربما أضخم الأمور وأبالغ لكن ما يحدث أعجز فعلا عن إيجاد تفسير منطقي له ، فأنا رغم متابعتي للأحداث ومشاركتي بقدر استطاعتي في المسيرات والمظاهرات ، إلا أني أحاول ألأ أخلط بين مواقفي السياسية وبين علاقاتي بزميلاتي في العمل ، حتى حدث ما حدث بفضل الزميلة الإخوانية  -التي تعيش هذه الأيام حالة سعادة وانتشاء خاصة بعد نتيجة الاستفتاء الأخيرة - والتي تمكنت  أثناء الترويج له  من زرع بذور الانقسام بيني وبين زميلاتي خاصة من وجدت لديها هذا الاستعداد والقابلية للتبعية والسيطرة ، واللاتي اتهمنني بأني أغير وأحقد على تيار الإسلام السياسي لأنهم ناجحون في التأثير على غالبية الشعب بعكس التيار الليبرالي الذي أنتمي إليه وأمثله !وكل من عايشته من مواقف مع هذه الزميلة الفاضلة - ابتداء من أحداث محمد محمود العام الماضي والاتهامات للبرادعي بالخيانة انتهاء بأحداث الاتحادية واتهامهم للثوار بالفلول - شيء  وما حدث اثناء الترويج للاستفتاء الأخير شيء آخر ..
الغريب أنها لم تكتف بخلق حالة انقسام بيني وبين بعض زميلاتي اللاتي لا يقرأن ويسمعن لها ويطعن دون تفكير أو إعمال للعقل ، بل استمرت حتى بعد نجاح الاستفتاء في ممارسة كل وسائل الإرهاب الفكري ومحاولة فرض آراء تخص مواضيع فرعية وليست من جوهر الدين في شيء على كل الزميلات .. ولكن للأسف أتت الرياح بما لم تشته سفن النهضة الإخوانية !! كيف ؟ الموقف كالآتي ، ولكن عذرا إن استخدمت العامية أحيانا :دخلت علي المكتب زميلتي الليبرالية لتحكي لي أن زميلتنا الإخوانية وبختها وعنفتها ووجهت لها لوما وتحذيرا من أن الله سيغضب عليها وأنه لن يرض عنها ، أخذتني الدهشة ، ولكن قلت لزميلتي : ممكن لأنك بتيجي تقعدي معايا وسممت لك أفكارك بالفكر الليبرالي بتاعي ، ده غير إنها عارفة يا اسماء إنك صوتي لصباحي !! قالت لي : لأ الموضوع مش كده هي زعلانة عشان أنا حاطة روج !!!!قلت لزميلتي الليبرالية المنحرفة - التي هي متزوجة وام لطفلين - : غريبة هي عارفة إنك متجوزة إيه مشكلتها ؟ جوزك شايفك كده وماعترضش صح ؟ قالت لي : ماعترضش .. قلت لها : مش بعيدة يا أختي العزيزة تكوني بالروج بتاعك خلليتي ربنا يغضب على مصر ، وبالتالي مممكن كده مشروع النهضة يتأثر ويتعثر !!
الموقف طبعا تافه لكن ما يدهشني هو انشغالهم بالهيافات ، وتركهم كل مظاهر الفساد الإداري من تزوير وإهدار مال عام وعدم مراعاة للضمير مما يؤثر على الآداء الحكومي فيزداد سوءا عما كان من قبل .. وذلك بفضل سعادتهم بمن يوالونهم من انصار النظام القديم الذين يعيثون فسادا هذه الأيام ، مستغلين انشغال أمثال هؤلاء الزميلات بروج أسماء وبنطلون عبير ،وشعر فلانة  وحواجب علانة !!!ولأنني شريرة فقد حرصت منذ ذلك اليوم أن أحمل في حقيبتي اصبع الروج ، وقد زادت أدوات مقاومتي للقبح الذين يحاولون فرضه على واقع حياتنا - اللي هو اصلا مش ناقص - بهذه الآداة ، فأهلا بك يا إصبع الروج بجوار زملائك :"الكيبورد - الكتاب - الكشكول - القلم " ، ماكنتش عارفة سرك باتع كده :)المجد للزميلة العزيزة والأم الجميلة التي تقرأ وتثقف نفسها ذاتيا وهي الحاصلة على مؤهل متوسط ، ولكنها عندي تسوى مائة من خريجات الجامعات ، طول ما في مصر ناس زيك أكيد فيه امل .
هل ترون يا اصدقائي أني أبالغ ؟ ألا تجدون مثلي أنهم أصبحوا ثقيلي الدم بما يكفي وزيادة !!، ترى ما الدافع الذي يجعل هذه الزميلة الإخوانية لأن تفعل ما تفعل في ظل ما انشغالهم بمشروع النهضة  ؟.. ترى كيف نجد طعما لحياتنا في ظل وجود هؤلاء ممن يعطون لأنفسهم تفويضا بتقويم سلوك البشر .. وهم أنفسهم غارقين في أكوام  الفوضى والتخلف والرجعية والتردي ؟؟ 
في النهاية حسبي الله ونعم الوكيل ، لقد اكدتم لنا  يا إخوان الهم والغم أنكم كالنظام القديم في ضيق أفقه وعقم تفكيره ، تشغلون المحيطون بكم بتوافه وصغائر الأمور حتى لا يلتفتوا لسلبيات نظام حكمكم وسوء إدارتكم  ..سيرتكم أصبحت تلوث أجواء البيوت وأوساط العمل ، لقد سممتم حياتنا بنفاقكم وطمعكم ..لن نموت بغيظنا وسنظل ننكد عليكم كلما واتتنا الفرصة بسبب غبائكم وبسبب ما يصدره سيادة الرئيس وأعوانه من تصريحات سيئة واستفزازية  .. ، ونتمنى لكم المزيد من السعادة والنشوة فهي لن تدوم لأن العبرة بالخواتيم ومن يضحك اخيرا يضحك كثيرا
وكان مبارك اشطر